شكل واقع التعليم وعلاقته بالقيم الديمقراطية والتعدد ، كيف يرى التلميذ الفضاء المدرسي، محور ندوة فكرية انتظمت بتونس العاصمة ببادرة من جمعية الدراسات الفكرية والاجتماعية « فواصل » بحضور عدد من الاكادميين والناشطين المدنيين واهل الذكر والاختصاص.
ووضع المشاركون في الندوة تحت مجهر الدرس السياقات الراهنة للتعليم وما رافقه من مستجدات في علاقة بالفضاء المدرسي ومدى اسهامه في ترسيخ ثقافة المواطنة والتعايش وقبول الاختلاف في المؤسسة التربوية التي تشكل ملامح البناء والتشكيل للسلوك المجتمعي في المستقبل وفي شتى مناحي الحياة التربوية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والمدنية.
وادار الحوار عدد من الاساتذة ، على غرار رامي البرهومي وسماح حمدي وسلمى بن عمر…حيث حاولوا تمثل العديد من المعوقات والاشكالات التي تحول دون تحقّق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية والسياسات التربوية برمتها بالاستناد الى شهادات حيّة للحضور من التلاميذ بخصوص العنف والتمييز التي يعاينها التلميذ يوميّا في فضائه المدرسي، وذلك في اطار تشريك الطرف الأبرز في العمليّة التربويّة في النقد وإبداء الرأي وبناء البديل نحو مدرسة أفضل.
كما عرضوا بالنظر لمسالة التربية على المواطنة كمفهوم يستدعي تكريسه صلب المنظومة التربوية، بما يجعله يتجاوز مستوى اللتقين الى الممارسة من خلال انشطة ملموسة من شانها تكريس مبادئ الحوار والتسامح والتعاون وتقديس الوطن ونبذ كل اشكال العنف والتطرف.
وشددوا في هذا السياق على ان بناء المجتمعات والافراد وتمثلات السلوك الجمعي السليم ينبع بالضرورة من الفضاء التربوي والمناهج الدراسية التي تشكله، بما اعطى اهمية جوهرية لهذا العماد واصبح من الشواغل الكبرى لكل الدول في بلورة استراتيجياتها الشاملة التي تضمن العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكل المواطنيين على قدم المساواة.
وتحدثوا ايضا عن اهمية المناهج الدراسية في التاثير عل سلوك الناشئة، وبالتالي الاسهام في عملية التنشئة الاجتماعية وبناء المستقبل وترجمة المواطنة الى ممارسة منذ الصغر ولدى التلاميذ، خاصة وان مسالة التربية المدنية لدى عديد المجتمعات تظل محفوفة دوما بقضايا متشابكة ذات علاقة بالافراد والمجتمعات.