اختارت اللجنة العلمية المشرفة على ملتقى الطاهر الهمامى للإبداع الادبى والفكرى فى دورته الرابعة الانفتاح على المسرح التونسى المعاصر من خلال دراسة التحولات الطارئة عليه على مستوى لمضامين وأشكال العرض وتنوعت المداخلات خلال الجلسات العلمية التى تواصلت على مدى يومين بين انفتاح الممارسة المسرحية على الفضاء السياسى على اثر التحولات الكبيرة التى يشهدها هذا الواقع بعد الثورة وبين الدراسة الفنية التى ركزت على طرق انتظام النص المسرحى بنية وخطابا ومن مداخلات الملتقى ما قدمه الجامعى محمد مؤمن حينما تعرض للتحولات وأشكالها على مستوى النص المسرحى بعد الثورة أو ما عبر عنه بمسرحة الثورة مبرزا أن مختلف الاشكال التى حفلت بها من قصص وحكايات وإشارات ورموز هى تجسيد للفرجة المسرحية فعناصر الفرجة أساسية فى سرديات الثورة ولغة الثورة على تعددها تكتب وتورخ لمساراتها فى الزمان والمكان ومجمل طبقات القص وفق المتدخل كتبتها فصول الثورة على ركح منفتح تعبر عنه مشاهد ومواقف ووضعيات لشخصيات تحاول أن تفعل فى الواقع ولكنها أيضا تتحرك على نحو أقرب مايكون لصورة الفاعلين على الركح وفى نفس الاطار طرح الجامعى عبد القادر العليمى ما أسماه مسرحة الواقع السياسى بعد الثورة وأشكال الانزياح الطارئة عليه مقارنة بالانتاجات المسرحية قبل الثورة واعتبر المتدخل ان حالة الترهل والبقاء ضمن حدود ماتسمح به السلطة جعل المسرحى حبيس دائرة سلطة السياسى فبقيت المضامين المسرحية متشابهة وكان الميل الى انتاج مواضيع على علاقة بأشكال الاحتجاج وهيمنة الخطاب السياسى المستفز والجرأة الفكرية وتوظيف المرجعيات الفكرية على تنوعها هى ابرز التحولات التى طرأت على النص المسرحى الجديد ولكن رغم الجرأة فى الطرح وتنوع المضامين على واقع المسرح الجديد فان المشهد المسرحى رغم هامش الحرية الكثير مازال يرزح تحت وطأة الموروث والتكرار لتقديم مشهدية غايتها الاضحاك دون روية جمالية ومحتوى فنى يستجيب لمتطلبات المرحلة وينأى بنفسه عن المباشرتية والفوضى التى اصبحت غالبة على جل المسرحيات وللتذكير فان ملتقى الطاهر الهمامى للإبداع الادبى والفكرى تقليد سنوى دأبت على نظيمه جمعية احباء المكتبة والكتاب ببن عروس بالتعاون مع المكتبة الجهوية وقد اهتم طيلة الدورات السابقة بمحاور مختلفة على غرار الرواية والشعر والقصة .