واكب جمهور الفن الرابع مساء أمس الثلاثاء 29 ديسمبر فى المركب الثقافى بالمنستير مسرحية كليلة ودمنة للمخرج المختار الوزير ومن انتاج المسرح الوطنى التى أجمع عدد من المختصين على أنها عمل مسرحى جيد وذكر المخرج عمر بسباس أن هذه المسرحية جاءت فى شكل ملائم لمختلف فئات الجمهور من الاطفال والكهول علاوة على أنها عمل هادف فى رمزيته من خلال تطرقه الى الثورة والصراع على الحكم وإبراز أن القوة لا تكمن فى استعمال العنف بل فى الذكاء والتبصر والتريث وفق تقديره وقال المسرحى والمخرج فتحى اللبان الذى استمتع بمسرحية كليلة ودمنة ان الاطفال يمكنهم فهم الخطاب أما الكهول فاستطاعتهم قراءتها بعمق اذ أن المواضيع المطروحة انية حسب رأيه واعتبر اللبان أن الممثلين نجحوا فى تقديم خطاب جسدى فيه ارتقاء بذهن المشاهد مضيفا أن المختار الوزير واصل فى هذه المسرحية عملية البحث الفنى و الابداعى والفكرى وأكد المخرج علاء الدين أيوب أن كليلة ودمنة عمل مسرحى جمع بين البساطة والأسلوب الشيق وعمق المعانى مفيدا أن أداء الممثلين منصهر فى سياق المسرحية ملاحظا وجود اتقان فى منظومة التمثيل وقال المخرج فوزى اللبان ان عرض المسرحية لم يشده كثيرا معتبرا أن نسقها كان بطيئا ولا يمكنه شد انتباه من هم دون سن الواحدة والعشرين قائلا ان الممثل يتحرك ضمن مساحة صغيرة وأوضح المخرج المختار الوزير فى تصريح لوات اثر عرض المسرحية أن هذا العمل محاولة لتحيين أثر كليلة ودمنة لعبد الله ابن المقفع وإبراز أزلية الصراع القائم بين رجال الفكر ورجال السياسة مشيرا الى أنه ليس من السهل تطويع كليلة ودمنة وتحيينها معتبرا أنه لم يستنسخ شخصيات ابن المقفع بل استطاع التجاوز وأضاف المخرج أنه أراد عبر هذا العمل أن يبين بأن الواقع الذى عشناه بعد 14 جانفى 2011 ليس له وجه واحد بل له وجوه متعددة فالحديث عن الفوضى يوحى بميلاد نظام ثان مما يطرح تساؤلات حول مدى النضج السياسى الاجتماعى لقبول النظام الجديد وقال ان جمهور المنستير تفاعل مع المسرحية اذ لم يغادر قاعة العرض ولم ينبس بكلمة وواكب المسرحية الى النهاية رغم أن العمل حسب اعترافه صعب ومضامينه قحة بعض الشىء مشيرا الى أنه لاحظ ذات التفاعل فى نابل وفى القصرين.