انتظم صباح يوم الجمعة 23 أكتوبر بأحد النزل بالعاصمة يوم احتفالي على شرف المسرح المغربي احتفاء بمرور مائة سنة على انبعاثه وحضر هذا الاحتفال سفير المملكة المغربية بتونس وممثلون عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة الثقافة المغربية الى جانب ثلة من المسرحيين التونسيين والمغاربة وقدم الاستاذ مصطفى القباج محاضرة حول المسرح المغربي حملت عنوان العمر القصير للمسرح المغربي استعرض من خلالها أهم الحقبات التي مر بها المسرح المغربي منذ قرن على انبعاثه وأبرز الاستاذ مصطفى القباج أن المملكة المغربية عرفت أشكالا فرجوية متنوعة منذ القدم على غرار الحكي والانشاد والغناء والرقص وهي تعابير موسومة في عرف الدارسين بالاشكال الفرجوية ما قبل المسرحية ومع نشأة المسرح عام 1913 وبناء مسرح مدينة طنجة ارتبط بداية الفعل المسرحي الى غاية الاستقلال بمناهضة الاستعمار والمطالبة بالاستقلال ساعدته في ذلك الجمعيات الفنية الناشطة بالمدارس في فترة الاستعمار الفرنسي والاسباني على تعاطي الفعل المسرحي الموجه ضد المحتل والذى يكتسي في مضمونه طابعا ثوريا ونضاليا وأفاد المفكر المغربي أن ميلاد المسرح يعود الى بداية العشرينات وهي فترة تزامنت مع تصاعد وتيرة الحركات الوطنية المناهضة للاستعمار مما دفع بالمستعمر الفرنسي الى فرض حملات مراقبة على النصوص المسرحية وتعرض المولفين الى الاعتقال والتنكيل أما الحقبة الثانية وفق الاستاذ مصطفى القباج فتأتي مع ظهور مسرح الهواة غداة الاستقلال مبينا أن مسرح الهواية اشتغل على المسرح التجريبي وأعطى دفعا للمسرح المغربي للانفتاح على الغرب وتجسيد أعمال موليار وشكسبير كما تمخضت عن هذه المرحلة بروز مجموعة من الفرق المسرحية في مختلف المدن المغربية وتناول القباج في محاضرته بالحديث عن الحقبة الثالثة للمسرح المغربي التي برزت مع ظهور المسرح المحترف في بداية التسعينات وأبرز في هذا السياق أن الواقع الحالي للمسرح المغربي يتسم بما وصفه ب الاثر القوى لتدخلات وزارة الثقافة المغربية من خلال الاهتمام بعنصر التكوين واحداث المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الى جانب الاهتمام بالبنى التحتية للمنشات الثقافية وتنظيم المشهد المسرحي الاحترافي عبر قوانين وبطاقات احتراف مسرحية على حد قوله كما اعتبر في ختام محاضرته أن الممارسة المسرحية بالمغرب في السنوات الاخيرة استفادت من ثورات الربيع العربي ومن الانفتاح السياسي واتساع رقعة الحريات العامة وفق تعبيره مما أفضى الى نشاط مسرحي متعدد ومتنوع يتعاطى مختلف المدارس والتيارات ويستخدم مجمل الاساليب والادوات الجمالية والتعبيرية وتم على هامش احتفاء أيام قرطاج المسرحية بمائوية المسرح المغربي تقديم كتاب دليل المسرح المغربي للاستاذ أحمد مسعية وبحضور سفير المملكة المغربية محمد فرج الدوكالي الذى أهدى باسم وزارة الثقافة المغربية نسخة من الكتاب الى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث هذا الدليل الذى يعنى بالتوثيق للمسرح المغربي منذ الخمسينات من القرن الماضي وهو ثمرة 10 سنوات من الجهد والبحث وتجميع الوثائق من صور ومقالات صحفية قديمة ويضم 550 صفحة تحتوى أكثر من 1200 صورة لاهم الاعمال المسرحية التي ذاع صيتها بالمملكة المغربية لاكثر من نصف قرن0 كما صدر لهذا الكتاب التي تولت وزارة الثقافة المغربية نشره الف نسخة باللغة العربية ومثلها باللغة الفرنسية وتتواصل أشغال هذا اليوم الاحتفالي بمائوية المسرح المغربي حيث سيكون جمهور الفن الرابع ورواد الدورة 17 لايام قرطاج المسرحية على موعد مساء الجمعة مع ندوة علمية وفكرية تتضمن 4 محاور رئيسية هي الحركة المسرحية المغربية قبل الاستقلال ويقدمها الدكتور عبد الرحمان بنزيدان ويحمل المحور الثاني عنوان المسرح المغربي من الاستقلال الى الان ويومنها الدكتور خالد أمين ويتناول الدكتور عزالدين بونيت بالحديث محور المسرح المغربي والدولة على أن يختتم الدكتور مسعود بوحسين هذه الندوة بالحديث عن بعض التجارب المسرحية المغربية كما تم بالمناسبة تنظيم معرض للكتاب المسرحي المغربي ومعرض صور يورخ لمراحل من المسرح المغربي ويختتم برنامج الاحتفال بمائوية المسرح المغربي بعرض فني موسيقي للفنان محمد الدرهم ومجموعة بنات قناوة وتحتضنه دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة على الساعة الثامنة مساء.
