يحيل ديكور مسرحية « كاليغولا 2″ للمخرج فاضل الجزيري إلى العبق الصوفي والروحي الذي سيكتسيه العرض، وهو بذلك يعكس منزع المتصوفة الذي ينجذب إليه الجزيري والذي لا يعد ّ حكرا على العرض الموسيقي الصوفي الفرجوي « الحضرة ».
ومسرحية « كاليغولا 2″ هي من إنتاج المسرح الوطني التونسي وشركة الأمل الجديد. وتقمص أدوارها الفنان القدير محمد كوكة الذي عاد لاعتلاء الركح بعد غياب ناهز خمس سنوات، إلى جانب محموعة من الممثلين من خريجي « مدرسة الممثل » وهم محمد بركاتي وطلال أيوب ونهى نفاتي ورحيم بحريني وإيمان مناعي وإشراق مطر وسليم الذيب.
وتم تقديم العرض الأول لهذه المسرحية، مساء السبت 3 ديسمبر بقاعة الفن الرابع بالعاصمة. وتدور أحداث العمل حول ست شخصيات سابعهم شيخ ظلوا محاصرين في الحمام، بسبب غزارة الأمطار الطوفانية في الخارج، فتندلع بينهم خصومة تتطور شيئا فشيئا إلى صراع ثم تنتهي بالقتل.
يبدو اهتمام فاضل الجزيري بالجانب الفني للمسرحية جليا بقوة، فالفضاء مكسوّ كله باللون الأبيض للدلالة على الجانب الروحي للعمل.. وأما المكان « الحمام » فله أيضا دلالاته ورمزيته فهو فضاء للاغتسال والطهارة. وقد جرّد الجزيري شخصيات المسرحية من ملابسهم واكتفو بارتداء « مناشف » الاستحمام، وكأنه يجرّدهم من « وحشيتهم » ومن ماضيهم المدنس بالعنف والدماء ليحولهم إلى كائنات إنسانية تبحث عن معنى حقيقي في عالم الطهارة والخلود.