يحيي التونسيون يوم الاثنين الذكرى 15 لوفاة الزعيم  الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية  والذى توفي  يوم السادس من افريل سنة 2000 بعد رحلة قاربت القرن الكامل وكانت حياته السياسية والفكرية ومسيرة حكمه التي امتدت لعدة عقود حافلة بعديد النجاحات و الاخفاقات.

 ورغم مرور 15 سنة كاملة على وفاته إلا ان بورقيبة  لا يزال يثير المواقف و الردود، فمثلما حير خصومه وحتى انصاره وهو حي فان بورقيبة لا يزال يثير تلك المواقف حتى بعد رحيله.

وفي هذا الاطار قال  المؤرخ و الجامعي خالد عبيد انه  من الطبيعي ان يتواصل الحديث عن بورقيبة وعن البورقيبية الى اليوم باعتبار ان الارث البورقيبي بتقاطعاته الايجابية و السلبية هو جزء محوري و أساسي من تاريخ تونس المستقلة وهو ما يفسر الحنين الى البورقيبة أو رفضها في ظل التسارع التاريخي الذى شهدته تونس منذعام 2011  .

وقال عبيد ايضا انه بعد هذه السنة لاحظ جزء من التونسيين ان  الفترة البورقيبية وخاصة منها فترة التأسيس تبقى بالرغم من الهنات السمة الاساسية و المحورية للكيان التونسي ومنه تتحدد هويته المعاصرة  حسب تقديره.

وقال خالد عبيد  ان البورقيبية  هي مسيرة رجل و نوع من الايديولوجيا و يمكن ان ندمج الاثنين معا دون ان نركز كثيرا على مفهوم الايديولوجيا باعتبار ان البورقيبية هي مسيرة رجل عمل جاهدا كي يتماثل و ينصهر جهده الفردي في الجهد الجماعي الى درجة ان هذا الفرد وهو بورقيبية رأى نفسه المنقذ لتونس من  الاستعمار والمتعهد لاستمراريتها و تطورها  وفق تحليله.

وأضاف المؤرخ ان هذا التعهد و التطوير في فترة ما بعد الاستقلال عرف سلبيات ارتكز عليها خصوم بورقيبة وهي نظرة يمكن ان نعدها ايديولوجيا بالمعنى السلبي للكلمة .

وخلص عبيد الى القول بأن  البورقيبية هي ايديولوجيا ان شئنا من حيث انها مسيرة فرد حاول ان يرسخ فكرته التي لا يراها خاصة به بل هي خاصة بهذا الشعب والذى يعتبر نفسه المؤتمن عليه والايديولوجيا  البورقيبية ان صحت هذه المفردة هي  وباحتراز كبير تعهد فردي لمشروع كياني محوره الاساسي كيفية الخروج من حالة الاستعباد الى حالة التحرر ومنها الى حالة البناء و التطور .