أجج فيروس انتشار فيروس « كورونا » المستجد محليا، نار النفور والإقصاء في المجتمع التونسي وتحول إلى وصم يلاحق المصابين به أو المنحدرين من مناطق تشهد حلقات عدوى أفقية به بالكوفيد 19، وأصبح سببا مباشرا في تشقق عديد العلاقات الودية بين الأقارب والأصدقاء والجيران، وفق قراءة للمختص في المسائل النفسية والاجتماعية أحمد الأبيض، الذي أوصى بضرورة العمل على تبديد المخاوف وتعزيز الوقاية.
ويسلط عدد من أفراد المجتمع، ما أوضحه المختص في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، اليوم الخميس، تمييزا واستبعادا حقيقيا نحو المصابين بفيروس « كورونا » يصل بهم حد قطع العلاقات معهم مهما كانت مكانتها وطبيعتها مما يجعل المصابين به يعيشون حالة من العزلة والغربة النفسية العميقة قد تؤدي بهم إلى المعاناة من الاكتئاب.
ويفسر المختص اتجاه فئة من المجتمع نحو اعتماد سلوك » قاس » تجاه المصابين بفيروس « كورونا » بتعاظم مخاوفهم التي جعلتهم يعيشون حالة هلع ورعب أفقدتهم السيطرة على تصرفاتهم، قائلا : « إن كثرة الحديث في الإعلام عن سرعة انتشار هذا المرض وفتكه بعدد من الأرواح يدخل الفزع في نفوس الناس فيبالغون في حرصهم على تلافيه بشكل غير عقلاني أحيانا. »
ويوصي المختص بضرورة العمل على تبديد مخاوف هذه الفئة من الناس عبر مزيد الترويج إعلاميا إلى حقيقتين علميتين أولهما، أن الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والتعقيم المستمر للأيدي والأسطح والملابس كافية لتجنب الإصابة بالعدوى، وثانيهما أن هذا الفيروس فقد الكثير من شراسته حتى أن أعراضه خفت خلال موجته الثانية وبذلك يصبح التعايش معه ممكنا إذا ما تم الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة.
وينصح المختص المصابين بفيروس « كورونا » إلى الاشتغال على أنفسهم لتعزيز مناعتهم النفسية تجاه كل ما قد يتعرضون له من ضغوطات نفسية من المحاطين بهم عبر تذكير أنفسهم بأن هذه المرحلة على صعوبتها فإنها وقتية وستزول مع تماثلهم للشفاء، أو الاستنجاد بالمختصين النفسانيين إذا ما استدعى الأمر ذلك.
يذكر أن تونس سجلت منذ تأكد أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في 2 مارس الماضي، 4196 حالة إصابة، 2995 حالة منها تم تسجيلها بعد فتح الحدود في 27 جوان 2020، ومن بينها 2410 حالة عدوى محلية.
وات