صدر مؤخرا عن المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون مؤلّف جماعي لمفكرين تونسيين وأوربيين بعنوان la croyance (الاعتقاد) ، يشخّص الكتاب السياقات الموضوعية لنشأة المعتقدات، موضّحا سمات الوثوقية والتعصّب والانغلاق التي تميز الكيانات المطمئنّة كل الاطمئنان للمعتقد، وغالبا ما يرتبط هذا الإشكال بدوافع سيكولوجية مثلما ورد في دراسات الباحثين التونسيين رياض بن رجب و وحيد السعفي، وأستاذ علم النفس بالجامعات الفرنسية “فرنسوا مارتي”، حيث تحتاج الذات الإنسانية وفقا لجل المفكرين المشاركين في المؤلّف إلى مسلّمات مؤثّثة للفراغات النفسية . فلا وجود لعقيدة متعالية عمّا هو اجتماعي واقتصادي، أي عن سياقها التاريخي حسب دراسة المفكّر عبد المجيد الشرفي، لذلك لا بد من استيعاب المعتقدات برأيهم ضمن أطرها المؤثّرة.
تمثّل عديد المعتقدات كما ورد في الكتاب سلطة مهدّدة لفاعلية الإنسان ولمعيشه السوي، والدليل أشكال العنف والاغتراب والصّدام السائدة اليوم، كتلك التي أبرزها الدكتور حمادي صمود في دراسته حول الاعتقاد والعنف والجهاد .
تجمع كل الدراسات الواردة في الكتاب على أنّ القطع مع الوعي الوثوقي مرتبط بالوعي النقدي وضوابط المساءلة الإشكالية