قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد إن الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد يقتضي الحفاظ على الوحدة الوطنية والترفع عن الحسابات السياسية الضيقة والاستعداد المحكم والجاهزية التامة حسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة وشدد الصيد لدى لقائه عشية يوم الاثنين 8 ماي بقصر الحكومة بالقصبة عددا من قيادات الأحزاب السياسية على ضرورة أن يدرك الجميع أن خطر الإرهاب مازال قائما وأن هناك تهديدات يتعين التوقي منها والتصدي لها عند الاقتضاء بكامل النجاعة والفاعلية مبينا أن تونس تواجه تحديات جسام تتطلب تضافر الجهود لصيانة المسار الديمقراطي وحماية الدولة من الأخطار المحدقة بها وفق ما جاء في البلاغ ذاته كما أكد رئيس الحكومة ضرورة تفادي كل ما من شأنه أن يحول دون تركيز المؤسستين الأمنية والعسكرية على مهامهما الأساسية مشيرا إلى ما صاحب الأحداث الأخيرة من اعتداءات على قوات الأمن وحرق لمقرات سيادية وأمنية وبعد أن نوه بالتزام أعوان الأمن بأقصى درجات ضبط النفس رغم تسجيل إصابة 12 عونا منهم بالرش و قال الحبيب الصيد إنه حريص على ضمان الحق في التظاهر والاحتجاج السلمي لكنه لا يمكن أن يقبل تواصل الاعتداء على مراكز السيادة والمرافق العامة وبث الفوضى وحث كافة الاحزاب السياسية الحاضرة في هذا اللقاء والأطراف الوطنية على التنبيه الى خطورة مثل هذه الممارسات والقيام بدورها في التأطير والتحسيس بدقة المرحلة معتبرا أن استضعاف الدولة وتهديد كيانها يفتح الباب أمام الفوضى والمصير المجهول وبخصوص الملف التنموى أبرز رئيس الحكومة الحرص على توخي كل السبل الكفيلة بدفع نسق النمو والقيام بالإصلاحات اللازمة وتكريس مبادئ التمييز الايجابي لفائدة الجهات المحرومة مبينا أنه يتم العمل على ضبط منوال تنموى جديد يرتكز على مراجعة جوهرية للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية ويكون محل أوسع وفاق ممكن وفي هذا الصدد أوضح الصيد أن هذه المراجعة تندرج في إطار المخطط القادم 2016/2020 الذي سيتضمن مشاريع مهيكلة على الصعيد الوطني ومشاريع جهوية كبرى تنطلق من الجهات وتستجيب لخصوصياتها فضلا عن القيام بإصلاحات أفقية وقطاعية ملاحظا أن الهدف المنشود هو الارتقاء بنسق النمو ودفع التشغيل وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى والتقليص من الفقر الى أدنى حد ممكن وكان رئيس الحكومة بين في مستهل كلمته أن هذا اللقاء يندرج في إطار ترسيخ سنة التواصل والتشاور مع الأحزاب السياسية بخصوص القضايا المطروحة من منطلق الإيمان بأن حاضر البلاد ومستقبلها يهم كافة الأطراف الوطنية باختلاف مشاربها الفكرية وتوجهاتها السياسية قائلا إن الاختلاف والتنوع هما من صميم الممارسة الديمقراطية وإثراء الحياة السياسية لكن ما لا يمكن الاختلاف حوله هو مناعة الوطن واستقراره ونماؤه .
يذكر أن اللقاء حضره بالخصوص كل من محمد الناصر و بوجمعة الرميلي نداء تونس وعلي لعريض حركة النهضة وفوزى بن عبد الرحمان افاق تونس وزياد لخضر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ومحمد عبو التيار الديمقراطي وعصام الشابي الجمهورى وأحمد الخصخوصي حركة الديمقراطيين الاجتماعيين ومحمد الحامدى التحالف الديمقراطي وحمة الهمامي حزب العمال وزهير المغزاوى حركة الشعب وسعيد الخرشوفي تيار المحبة وكمال مرجان المبادرة وسمير الطيب المسار .
