تلتئم الدورة السادسة والعشرون لمهرجان فرحات يامون للمسرح بجربة من 24 فيفري الحالي إلى 2 مارس القادم تحت شعار « المسرح والتراث ».
وتسجل هذه التظاهرة مشاركة 9 بلدان هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر وفلسطين والأردن وسلطنة عمان وإيطاليا.
وتستهلّ التظاهرة بعرض مسرحية « أو لا تكون » للمخرج أنور الشعافي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، كما ستعرف مشاركة الأعمال المسرحية « المجنون » لتوفيق الجبالي و »نهير خريف » توفيق البحري ونورهان بوزيان و »بين البينين » لحاتم حشيشة وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس و »برزخ » لحافظ خليفة و »أرض الفراشات » لسامي النصري وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، إلى جانب مسرحية « الكواسر » لحمادي المزي في حفل الاختتام.
ومن الأعمال المسرحية التي ستشارك في هذه الدورة، ستحل المغرب ممثلة بمسرحية « كوما » لفرقة الكواليس للمسرح بالمغرب، فيما ستكون فلسطين ممثلة بعمل مونودرامي يحمل عنوان « الرحلة » تأليف وأداء محمود عفانة، وسيتم عرض هذا العمل بمناسبة فعاليات أيام الثقافة الفلسطينية وإحياءً لذكرى يوم الأرض واليوم العالمي للمسرح.
وستنتظم بالمناسبة ندوة بعنوان « المسرح والتراث »، وهو محور أراد من خلاله القائمون على المهرجان الانخراط في في مجهودات إدراج جزيرة جربة ضمن قائمة التراث العالمي. وسيحاضر في هذه الندوة مجموعة من الباحثين من تونس ومن دول عربية على غرار الأستاذ جمال ياقوت من مصر والناقدة المسرحية الجزائرية بورمانة سنية سامية والأستاذ بالجامعة الأردنية مؤيّد حمزة ومساعد وزير الثقافة الليبي عبد الرزاق العبارة والأستاذ سليمان المعيني من سلطنة عمان.
وتضمن برنامج الدورة الحالية 3 ورشات تكوينية: الأولى بعنوان « البسيكودراما لتنشيط الشباب » ويشرف عليها المخرج الإيطالي ذو الأصول الأردنية عاهد عبابنة، فيما سيؤمن العرائسي الجزائري عبد الحق مداني ورشتين في « صنع الأقنعة » و »عروسة القفاز ».
وفي ما يتعلّق بالعروض الموجهة لفائدة الأطفال، برمج إدارة الدورة 26 لمهرجان فرحات يامون للمسرح سلسلة من عروض « الحكواتي » تحت عنوان « قطار الحكايات » وذلك عن طريق أخذ الأطفال في رحلة بالقطار السياحي عبر مواقع تراثية تزخر بها الجهة على غرار الموقع الأثري « مننكس » ومتحف قلالة وبرج غازي مصطفى. وسيقدم هذه العروض الحكواتي يوسف البقلوطي رفقة مجموعة من طلبة المعهد الأعلى لإطارات الطفولة بقرطاج درمش.
وسيتابع الأطفال خلال هذه التظاهرة مجموعة من العروض المسرحية هي « من حكايات هذا الزمان » لزهير بن تردايت و »بائعة الكبريت » للمخرج حاتم مرعوب و »ريفيزور » لمختار الوزير، بالإضافة إلى مسرحية « دمية » لجمعية النهوض المسرحي بجربة.
والفقيد المسرحي فرحات يامون هو من مواليد 19 أوت 1945 بجربة حومة السوق وتوفي في 19 ماي سنة 1990.
عُرف بحضوره الثقافي ونشاطه المسرحي المتنوع والغزير، إذ بدأ التمثيل بالمسرح المدرسي منذ سنة 1960 إلى جانب محمد إدريس وعبد الرؤوف الباسطي ورؤوف بن عمر وغيرهم من الأعلام المسرحية بتونس. التحق بالمسرح الصغير سنة 1965 فعمل مع محمود الأرناؤوط وسمير العيادي ليشارك بعدها في فرقة المسرح التجريبي، فقام بدور هام في مسرحية « غرام الدمى » للكاتب الاسباني لوركا وفي مسرحية « دون كرستوبال ».
ساهم في المسرح الجامعي تمثيلا وكتابة وكانت مسرحية حديث الحجارة من إخراج علي الراضي. نشّط نادي المسرح بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة في السبعينات، مما أهله لتقمص أدوار رئيسية في مسرحيات « يارما » و « مراد الثالث » و « ثورة صاحب الحمار » تحت إدارة الفقيد علي بن عياد في فرقة مدينة تونس.
وفي شهر فيفري من سنة 1974 التحق فرحات يامون بفرقة مسرح الجنوب بقفصة، وأدى أدوارا في مسرحيات « الجازية الهلالية » و »علي بابا » و »جحا » و »الشرق الحائر ». وتولى سنة 1975 إدارة المركز الثقافي لمدينة تونس، فسعى خلال تلك المدة إلى تعميق علاقته بالمسرح بالتركيز على النصوص الجيدة وتوظيف رؤى جديدة للعمل المسرحي.