البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

cache_660x660_Analog_medium_10691521_52183_11102018

الكاتب الحسين فالحي يسلط الضوء على قضايا جوهرية معاصرة في اصداره مباحث في الحضارة والفكر »

كتاب « مباحث في الحضارة والفكر »، للكاتب الحسين فالحي، الحاصل على الدكتوراه في اللغة والآداب العربية، والصادر عن دار نقوش عربية، هو عبارة عن مجموعة نصوص أنتجت في فترات متباعدة تهتم بالبحث في تجارب كتابية تختلف من حيث ظروف نشأتها والاتجاهات الفكرية لأصحابها، ويجمع بينها قاسم مشترك هو انضواؤها تحت المشغل الحضاري الذي اختاره الكاتب في مسيرته، حيث مثل محور اهتمامه في رسالة شهادة الكفاءة في البحث « تصور المجمع المصري من خلال كتاب مستقبل الثقافة في مصر » ورسالة الدكتوراه التي اهتم فيها بـ »المسألة الاقتصادية في الفكر التونسي الحديث خلال الثلث الأول من القرن العشرين ».

وتم إعداد هذه المقالات بين سنتي 1982 و2011 وقد نشر بعضها في مجلة « رحاب المعرفة » للراحل جعفر ماجد ونشر بعضها في جريدة الشعب الصادرة عن الاتحاد العام التونسي للشغل فيما تنشر ثلاثة منها لأول مرة . .

وأوضح الكاتب في تصدير مؤلفه المنشور في طبعته الأولى سنة 2018 ، أنه ركز اهتمامه على تاريخ الأفكار وتحليل العناصر التي كانت وراء نشأتها ومحاولة تنزيلها في سياقها الفكري الحضاري قبل محاولة إدراجها في سياق الفكر الإنساني العام، مؤكدا حرصه على التحلي بالموضوعية لدى إبداء الرأي.

واعتبر الكاتب أن اختياره المضي في هذه البحوث كلفه « الصد من قبل الجامعيين » والمنع عشر دورات لانتداب باحثين جامعيين بحجة « عدم تحقيقها الحد الأدنى المطلوب » في الوقت الذي كانت أقسام العربية بكليات الآداب والمعاهد العليا « تشحن » بمدرسين على أساس مبدأ الموالاة. ولعل هذا الأمر ما جعل الكاتب يهدي إصداره بالخصوص إلى « أولئك الذين تعرضوا إلى حيف لجان الانتداب في مناظرات الأساتذة الباحثين التابعين للجامعات ».

هذا الكتاب الوارد في 182 صفحة من الحجم المتوسط، جاء مقسما إلى سبعة فصول اهتم كل واحد

منها بمبحث فكري وتم تذييل كل جزء منه بخاتمة للمسألة المطروحة. واهتم الفصل الأول بمفهوم الثقافة لدى طه حسين مع تضمين مقارنة بينها وبين مفهوم الثقافة لدى غرامشي. وتطرق الكاتب إلى فعالية الثقافة ومسألة الاستقلال والثقافة لدى طه حسين ورأيه في كيفية أخذ الثقافة عن الغرب فضلا عن نقله لمقاربة غرامشي المتعلقة بالثقافة والتعليم ومحو الأمية.

وخصص الحسين فالحي الفصل الثاني إلى مسألة الاقتصاد وحضوره في أدب أبي حيان التوحيدي، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن الاقتصاد في تفكير ابن خلدون في الفصل الثالث من كتابه، أما الفصل الرابع فقد تعرض فيه إلى حقيقة الحرية وشروط تحقيقها من خلال كتاب الطاهر الحداد « الخواطر » الذي ألفه في فترة اعتزاله المجتمع بعد معركة « امرأتنا في الشريعة والمجتمع » وقد اعتبر الكاتب أنه ألّفها في فترة تأمل في آخر حياته مما يمنحها « صورة مميزة عن باقي مؤلفاته ».

المبحث الخامس خصص للكتاب وتحديات العصر حيث تطرق إلى ظروف نشأة الكتاب تاريخيا وتطوره ودوره في نقل المعارف، قبل الوصول إلى الأزمات والتحديات التي يواجهها في العالم وفي تونس وتقديم الحلول الكفيلة بالنهوض بالكتاب واحتواء هذه الأزمة والحد من تفاعلاتها السلبية.

ونظرا لأهمية موضوع « الوقت » والحيز الهام الذي شغله في التفكير الإصلاحي التونسي وخاصة إلى حدود الثلث الأول من القرن العشرين، فقد اختار الكاتب الحسين فالحي أن يخصص له فصلا كاملا، سلط من خلاله الضوء على نظرة التونسيين للوقت بين الموجود والمنشود مبينا أن النظرة السائدة للوقت بين التونسيين تكرس عدم الوعي بقيمته. وتعرض إلى أسباب هذه الظاهرة والتي منها العامل الذهني والعامل السياسي. وبين نتائج هذه الظاهرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك الحضاري، وأبرز أن الاستهانة بالوقت وعدم إنفاقه في العمل المثمر أفرز إفلاسا اقتصاديا لعدم قدرة التونسي على تطوير الإنتاج وتنمية الثروة. وقدم البدائل والحلول التي ارتآها المصلحون آنذاك على المستويات السياسية والاقتصادية والذهنية التربوية.

وختم المؤلف كتابه بالحديث عن الرأسمالية باعتبارها من مفاهيم الفكر الاقتصادي والاجتماعي الحديث وقدم هذا المفهوم لغة واصطلاحا وعاد إلى ظروف نشأة الرأسمالية تاريخيا وظروف الإنتاج الرأسمالي كما تعرض إلى الأسس الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم عليها.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو