أوصت الندوة العلمية التي نظمها نادي « مطارحات حضارية » اليوم الثلاثاء، تحت اشراف المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالتعاون مع الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بالقيروان، بضرورة التصدي لكافة أشكال انتحال البحوث العلمية وضرورة التحلي بالأمانة في التعامل مع هذه البحوث.
وافاد الأستاذ المحاضر ورئيس نادي « مطارحات حضارية » الصحبي بن منصور في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء بأن هذه الندوة العلمية تتنزل في إطار حرص النخب الجامعية بجامعة الزيتونة كمنارة علمية مشعة في محيطها العربي والإسلامي، على الالتزام باخلاقيات البحث العلمي ونشر قيم الأمانة العلمية عند توثيق الاقتباسات من المصادر ونتائج الدراسات والمراجع العلمية وغيرها.
وأضاف ان ظاهرة الانتحال الاكاديمي هي « ظاهرة عالمية ولا تخلو منها الدول والجامعات » مشيرا الى ان العديد من الجامعات تسعى إلى مقاومة هذه الظاهرة، ولفت إلى وجود نوعان من الانتحال الاكاديمي منها ماهو انتحال بشري لافكار الباحثين وسرقة فصول كاملة من الدراسات والرسائل والاطروحات العلمية وحتى نتائج البحوث، ومنها ما يتعلق بالانتحال الرقمي عبر الذكاء الاصطناعي معتبرا انها « مخاطر عصرية جديدة تساهم في تفشي ظاهرة الانتحال الاكاديمي اذا لم يتم التفطن إليها ووضع حد لها « .
ومن جانبه، أكد رئيس المعهد العالي للدراسات الإسلامية رمزي تفيفحة خلال الجلسة الإفتتاحية للندوة ان « الانتحال هو مسألة لا أخلاقية بالاساس » مشيرا الى انه لابد على الجامعة وهي تستعد لتأهيل الإجازات في مختلف الاختصاصات، أن يكون هاجسها الحد من هذه الازمة الاخلاقية ، وان يتم توجيه العناية في هذه البرامج نحو معالجة هذه المشكلة الاخلاقية وتدريس سبل القطع معها في البرامج التعليمية الرسمية.
وبين المدير الجهوي للشؤون الدينية بالقيروان صلاح الذويبي ان أخلاقيات البحث تقتضي تجنب الغش والانتحال والتزوير للمعلومات لافتا الى ان اتباع الاخلاقيات البحثية اساسي للطلبة والباحثين وان هذه الأخلاقيات تعتمد على جملة من الأسس انطلاقا من مرحلة اختيار الموضوع مرورا بخطوات البحث وصولا الى مرحلة كتابة الرسالة والاطروحة العلمية.
وخلص الى ان الامانة العلمية والنزاهة تقتضيان الإشارة إلى مصدر المعلومة عند الاقتباس ونشر نتائج الدراسة، كما وردت في أصل البحث العلمي دون تغييرها وعدم نشر نتائج غير واقعية للبحث والابتعاد عن محاولات الانتحال واحترام مجهودات الآخرين.
واهتمت الندوة في جلسة لولى بمسألة « المنهج والنقد وتحقيق القيم الجامعية » و »الانتحال ظاهرة لا أخلاقية » و »أخلاق الباحث بين الخصوصيات المحلية والقواسم الكونية المشتركة » و »القيم الجامعية: الأمانة العلمية أنموذجا ».
وسلطت محاضرات الجلسة العلمية الثانية الأضواء على مواضيع القيم الجامعية في ضوء شروط النشر بالمجلات العلمية المُصنّفة SCOPUS و ISI » و »القضايا الأخلاقية ومنهجية التدوين عند الطبري من خلال كتابه تاريخ الرُسل والملوك » و »فقدان الوازع الأخلاقي: ضرر المنتحل على زملائه وعلى الحياة الجامعية أنموذجا ».
وتم خلال هذه الندوة العلمية الإعلان عن نتائج مسابقة « جائزة القيروان لأفضل إنتاج علمي لسنة 2024″ التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالقيم الإسلامية وبسُبل تجسيدها في الواقع العالمي المعاصر.