افتتحت مساء يوم الاثنين 4 فيفري  بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة وسط حضور جماهيري لافت فعاليات الدورة التأسيسية للمهرجان العربي للموسيقى الملتزمة بعرض « كهروموسيقى » للفنانة التونسية بديعة بوحريزي وعرض « Bass Holgrams » للفنانة الفرنسية « فلوي كروشي »، إلى جانب تنظيم معرض توثيقي حول المسار التاريخي للأغنية الملتزمة في تونس.
هذا المهرجان في دورته الأولى التي تنظمها دار الثقافة ابن رشيق بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس إلى غاية يوم 8 فيفري الجاري، يسعى إلى إبراز حضور الأغنية الملتزمة في المشهد الثقافي في تونس كنمط موسيقي تعبيري يعكس عمق القضايا الإنسانية السياسية والاجتماعية وغيرها بلغة وجدانية مباشرة أو ضمنية تلامس الأحاسيس الباطنية والخارجية، وجاء انطلاق هذه التظاهرة من دار الثقافة ابن رشيق لما يحمله هذا الفضاء من دلالة لتاريخ احتضانه للأغنية الملتزمة حيث اعتبره سفيان القاسمي مدير دار الثقافة ابن رشيق في تصريح لـ »وات » مخزنا للأغنية الملتزمة التي شهدت مرور أسماء لها بصماتها في هذا الشكل الموسيقي مثل حمادي العجيمي والهادي قلة وخماسي ابن رشيق مشيرا إلى رمزية تاريخ تنظيم المهرجان التي تتزامن فعالياته مع ذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد (26 نوفمبر 1964-6 فيفري 2013).
وبين سفيان القاسمي أن المهرجان يسعى في دورته التأسيسية إلى الانفتاح على التجارب العربية في الأغنية الملتزمة من خلال استضافته لمجموعة « إسكندريلا » من مصر التي ستقدم عرضا يوم الثلاثاء 5 فيفري بدار الثقافة ابن رشيق ومجموعة « نردستان » من المغرب التي تسجل حضورها بعرض « Rinder N3″ يوم الجمعة 8 فيفري بالفضاء ذاته.
وأضاف أن الاشتغال على الأغنية الملتزمة في تونس بقي مقتصرا على التظاهرات المناسباتية لذلك فإن هذا المهرجان سيعمل على إثارة الجانب التكويني وثقافة المتلقين لهذا النوع الموسيقي لتشخيص التأصيل المعرفي والنظري حول الأغنية الملتزمة من خلال تنظيم ندوة علمية حول « الأغنية الملتزمة والتحولات الاجتماعية » وإقامة ورشات تكوينية وتفاعلية بإشراف الفنان ياسر جرادي.
العرض الافتتاحي لهذه التظاهرة جاء في جزئين، حيث أمنت الجزء الأول منه الفنانة الفرنسية « فلوي كروشي » بتقديم معزوفات على آلة القيثارة الإلكترونية وصفتها « برحلة عبر موجات لحنية تحاكي تجربة الفنانة الفلسطنية كاميليا جبران في لحظات مقاومة وحب للحياة وإثبات للوجود ».
أما الجزء الثاني من العرض فكان بإمضاء الفنانة التونسية بديعة بوحريزي التي اقترحت على الجمهور الحاضر بكثافة عرض « كهروموسيقى » وهو العرض الذي انطلقت من خلاله في جولة في عدد من البلدان الأوروبية وهو يحمل تجديدا في مجال الأغنية الملتزمة عبر اعتمادها تقنيات جديدة وهي الموسيقى التجريبية والسينوغرافيا البصرية لتعكس وضعيات شعورية للإنسان في صراعاته النفسية الداخلية وحالاته الوجودية بمختلف مفارقاتها.
وتتوزع عروض المهرجان على أربعة فضاءات وهي دار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة ابن خلدون والنادي الثقافي الطاهر الحداد وفضاء كارمن، حيث سيكون الموعد يوم الثلاثاء 5 فيفري 2019، مع أربعة عروض موسيقية، للأغنية الملتزمة، العرض الأول للثنائي مراد جاد ومحسن حمد، بالنادي الثقافي الطاهر الحداد، والثاني عرض لمجموعة أجراس بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، بينما تحتض دار الثقافة ابن رشيق عرضا موسيقيا من مصر لمجموعة « إسكندرلا »، بينما تختتم فعاليات اليوم الثاني من المهرجان مجموعة لزهر الضاوي بفضاء كارمن.
أما يوم الأربعاء 06 فيفري الذي يتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد، فستؤثثه فرقة « الحمائم البيض » بدار الثقافة ابن رشيق، وتقدم مجموعة البحث الموسيقي بقابس عرضا دار الثقافة ابن خلدون، ويحتضن النادي الثقافي الطاهر الحداد عرض نادي الشيخ إمام مسار ويقدم كل أنيس القليبي وزكرياء القبي عرضا بفضاء كارمن.
اليوم الرابع من المهرجان العربي للأغنية الملتزمة، سيشهد تقديم عرض الفنان جمال قلة، وعرض الفنان ياسر الجرادي، الذي يشرف طيلة أيام المهرجان على ورشة عزف على كل الآلات، ستنتهي بتقديم عرض للمشاركين في هذه الورشة في حفل الاختتام، كما سيكون عشاق الأغنية الملتزمة على موعد مع عرض موسيقي للفنان إحسان العريبي، وعرض لنادي الموسيقى كارمن، في نفس اليوم.
وسيكون عرض الاختتام بدار الثقافة ابن رشيق مع عرض « Rider N3″ لمجموعة نردستان من المغرب.
سهى

وات