على وقع أنغام البيانو، وترنيمات صوت غجري شجي، وإيقاعات رقصة الفلامنكو الباهرة، اختتمت ليلة أمس السبت، بفضاء النجمة الزهراء بقصر البارون ديرلانجي بضاحية سيدي بوسعيد، فعاليات مهرجان « موسيقات » في دورته الحادية عشرة.
الموعد الختامي للدورة أثثه عرض « سرفنتس/فلامنكو »، الذي جمع بين عنصرين يكتسيان دلالة رمزية كبرى في الثقافة الاسبانية، أولهما نصوص « ميغوال دي سرفنتس » الخالدة، وثانيهما موسيقى الفلامنكو التقليدية، إلى جانب إطلالات على موسيقى الجاز والتانغو والموسيقى الراقصة الاندلسية، مثل « الفاروق »، التي تشكل جزءا من مدونة الفلامنكو.
وتميز العرض بمعزوفات البيانو التي رافقتها آلة إيقاعية، ومزيج من الغناء الغجري المليء بالحزن واللوعة والشجن المستوحى من الموروث الاسباني، الذي ينطوي على العديد من الرؤى والدلالات المستمدة من جذور إبداع الفلامنكو، ومن الموسيقى الكلاسيكية المتأثرة بأشكال من موسيقى الجاز. ورافقت هذا المشهد الرائع لوحات من رقصات الفلامنكو الفردية.
رئيس لجنة تنظيم الدورة الحادية عشرة لمهرجان « موسيقات »، محمد علي الحمامي، اعتبر في تصريح ل(وات)، أن ميزة هذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة، الإنتاج الخاص بالنجمة الزهراء، الذي طبع عرض الافتتاح، والذي تميز بفسيفساء الموسيقى العربية الاندلسية »، موضحا أن هذا الإنتاج الخاص يعد ثمرة عمل فني جمع موسيقيين من المغرب العربي وفرنسا واسبانيا، سبقته إقامة فنية احتضنها قصر البارون ديرلانجي بإشراف الموسيقار، سيف الله عبد الرزاق، ومن إنتاج مشترك مع مهرجان مدن موسيقات العالم بباريس ومهرجان اراباسك بمونبيليي وكازا ارابي من اسبانيا والمعهد الفرنسي بتونس.
واعتبر الحمامي أن « هذه الدورة حققت نجاحا فنيا وجماهيريا وتنظيميا مقارنة بالدورات السابقة، إذ ساهم تنظيم المهرجان على امتداد ثلاث نهايات أسبوع في استقطاب إقبال جماهيري غفير تجاوز كل التوقعات في كل العروض الموسيقية دون استثناء، وصل الى حد تجاوز طاقة استيعاب الفضاء والمقدرة ب 250 شخص ».
يذكر أن الدورة الحادية عشرة لمهرجان « موسيقات » قد انطلقت يوم 7 اكتوبر الجاري، وقدمت خلالها تسعة عروض، مثلت باقة من الألوان الموسيقية القادمة من عدة بلدان
من شمال الهند إلى الراس الاخضر، مرورا بإيران وتركيا، ووصولا إلى اسبانيا والبرتغال وكوبا والكونغو،… عروض حملت محبي « موسيقات » في فسحة عبر أصناف موسيقية عديدة كالخيال والرديف والسالسا والفادو والفلامنكو وأغاني السول الافريقية.