اتظم الحفل الأوركسترالي « عطر الياسمين » للمايسترو فادي بن عثمان مساء السبت بمسرح الجهات بمدينة الثقافة.
وحمل المايسترو فادي بن عثمان ومجموعته الموسيقية، الجمهور في رحلة دامت 90 دقيقة، بين تونس وفلسطين وسوريا وفرنسا. ولم تكن هذه الرحلة مترجمة عبر الألحان المنبعثة من الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية والنفخية فحسب، وإنما تترجمت أيضا عبر اللغة، حيث راوحت كلمات الأغاني بين اللغتين العربية والفرنسية بالإضافة إلى اللهجة العامية التونسية.
وسجّل الحفل مشاركة كلّ من « الباريتون » هيثم الحضيري و »السوبرانو » هند بن شعبان، إلى جانب كورال يتألف من 14 عنصرا، صاحبهم نحو ثلاثين عازفا من الأوركستر السمفوني التونسي والفرقة الوطنية للموسيقى وكذلك أوركسترا شادي القرفي.
أنشد هيثم الحضيري وهند بن شعبان للحب والسلام، وتغنيا بالوطن وبالحرية، فردّدا بشكل منفرد تارة وبشكل ثنائي طورا قصيدة « يا بلادي » وهي من كلمات سارة مفتاح، التي كانت ألّفتها بعد يوميْن من اندلاع أحداث 14 جانفي 2011. كما قدما وصلات موسيقية لثلاث قصائد شهيرة للشاعر السوري نزار قباني هي « القصيدة الدمشقية » التي ردّدها عديد الفنانين العرب، وكذلك قصيدة « اغضب » و »إلى رجل ».
وتضمّن هذا العرض الذي تألّف من 15 مقطعا موسيقيا، استرسالا مدّته 15 دقيقة، حمل عنوان « توْنسة » وقد ألفه الشاعر أيمن حسن بعد ثورة 2011 . واختتم الحفل بعزف وأداء جزء من قصيدة « إرادة الحياة » لشاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي.
واستوحى فادي بن عثمان عنوان العرض « عطر الياسمين »، من قصيدة « العطر » لنزار قباني، وكان فسّر في لقاء سابق مع « وات » اختيار أشعار نزار قبّاني بأنها شكل من أشكال الحنين إلى قصص الحبّ التي يتحدّث عنها نزار وإلى أصوله السورية، فهو من أم سورية وأب تونسي. واختار الياسمين هذه الزهرة التي تنبت في تونس وسوريا وفلسطين، والتي تمنح اسمها للعديد من الفتيات في الشرق والغرب. وقد أراد بن عثمان من خلال هذا المشروع الموسيقي أن يشير إلى مرارة القطيعة من جهة، مقابل الحنين والوطنية من جهة أخرى، وهو مشروع جمع فيه مختلف تجاربه الموسيقية.
وتمتزج، في هذا العمل، الموسيقى الكلاسيكية مع موسيقى الأفلام، وهو ما يعكس تأثر فادي بن عثمان بالثقافتيْن التونسية والسورية وكذلك الأوروبية، تحديدا الثقافة الفرنسية البلد الذي ولد به والذي تجمعه به إلى اليوم روابط خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن عرض « عطر الياسمين » قد تمّ تقديمه للمرّة الأولى في شكل مختصر يوم 15 نوفمبر الماضي، في حفل دام 40 دقيقة، مع مجموعة من الموسيقيين في افتتاح شهر الأوبرا بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات « درا سيباستيان ».