تعتبر العكاضية الشعرية من بين الركائز الهامة في فقرات المهرجان الدولي للصحراء بدوز وتلقى سنويا إقبالا هاما من أهالي المنطقة وزوارها المولعين بالشعر الشعبي وبجميل القول في القصائد التي تتمحور في كل دورة حول موضوع ما تحدده لجنة تحكيم هذه التظاهرة.
وتم اختيار محور « الموجعة » لتظاهرة هذه السنة، التي تجمع 18 شاعرا من مختلف ولايات البلاد سيتنافسون في المسابقة الرسمية، إلى جانب مشاركة 12 شاعرا آخر بقصائد على هامش هذه المسابقة وفق ما أكده لـ »وات » رئيس هذه اللجنة، مبروك المناعي، الاستاذ في الشعر العربي ونثرية الشعر بكلية الاداب بمنوبة.
وأضاف أن ترِؤسه لهذه اللجنة لاول مرة مكنه من الوقوف على مكانة الشعر بهذه الربوع ومدى اشعاع هذه التظاهرة في محيطها الاقليمي والدولي، معبرا عن انبهاره بمحافظة الجهة على النمط القديم من العكاضيات شأنها في ذلك شأن عدد من بلدان المشرق العربي. كا نوه بمدى إقبال الأهالي على الشعر وعلى مختلف الفقرات التي ترافق العكاضية على غرار الغناء البدوي فضلا عن الحفاوة التي يستقبل بها الشعراء المشاركون سواء من تونس او من بعض البلدان العربية على غرار الجزائر وليبيا والاردن.
وأكد عدد من الشعراء المشاركين في هذه العكاضية على غرار الشاعر الناصر الشايب من منطقة جمنة من ولاية قبلي والشاعر كمال الخليفي من ولاية القيروان ان اختيار موضوع » الموجعة » كمحور للمسابقة الرسمية هذه السنة يمثل موضوعا عميقا طالما كتب حوله الشعراء عبر التاريخ وهو موضوع، في نظرهم، سيظل دائما دوام الانسانية، إذ بإمكان كل شاعر التعاطي معه بطريقته وحسب التجربة التي عاشها
وبدوره اكد الشاعر محمد بن ضو أصيل مدينة دوز انه رغم مواكبته للمهرجان منذ سنين ومشاركته المتتالية في العكاضية الشعرية فإنه يرى ان موضوعها هذه السنة يعتبر موضوعا مميزا ويمس جانبا لا تخلو منه حياة الانسان. وأشار إلى أنه لخص الموجعة في بيت صدّره قصيدته يقول فيه (بالصبر والبسمة وطيب لساني كل المواجع داخل دافنها …الا موجعة ها الوطن يا وخياني تراه دبرولي كيف تا نكفنها)وذلك في اشارة منه ان كل المواجع الذاتية تندثر امام موجعة الوطن التي يجب الالتفاف حولها قصد تجاوزها
وأكد الكثير من رواد العكاضية الشعرية لمراسل « وات » ان مدينة دوز تتنفس شعرا ولا يمكن ان يمكن الحديث عن هذه الربوع دون التطرق لما يميزها من جميل الكلام ومأثور القصائد التي تمثل دررا في مدونة الشعر الشعبي، مشيرين الى ان الكثير منهم وخاصة كبار السن لا يتابعون من المهرجان الا العكاضية الشعرية التي تستقطب مئات الجماهير يوميا حيث تغص بهم قاعة العروض الكبرى بدار الثقافة محمد المرزوقي على امتداد ساعات الصباح الاولى. وثمنوا موضوع العكاضية لهذه السنة لانه يمس الانسانية كافة وهو المنطلق لاستخلاص العبر والاصلاح.
وات