اختتمت أيام الرواية البرتغالية مساء الأربعاء بمدينة الثقافة، بتنظيم لقاء خاص مع الروائي البرتغالي « أفونسو كروش »، أداره الأكاديمي والمترجم عبد الجليل العربي.
واستهلّ عبد الجليل العربي، هذا اللقاء بتقديم موجز للسيرة الذاتية لـ « أفونسو كروش » الذاتيّة، وهو مدير لأفلام الصور المتحركة، رسام، مصوّر وموسيقي. ألّف 30 رواية في أقل من 10 سنوات، منها التي ترجمت إلى العربية. لقّبه النّقاد ب »الطائر البرتغالي » و »برخاس » « الذي يقدر على كتابة حكاية في سطرين ».
وحاز على عديد الجوائز العالمية منها جائزة « ماريا روزا كولاسو » الأدبية في عام 2010 عن روايته « التي ألهمت والدي »، وجائزة الاتحاد الأوروبي للأدب عن روايته « اليوميّة ».
وقال « أفونسو كروش » في هذا اللقاء « إنه لفخر عظيم أن أكون في تونس وأن تكون كتبي موجودة بين أيادي القرّاء التونسيين، ولا بد أن أشكر بيت الرواية الذي حرص على تنظيم هذا الملتقى المشرّف، لأن الكاتب عندما يضع نقطة النهاية في الرواية تبدأ حياة الرواية الفعلية مع القارئ ويدخل في الامتحان الحقيقي ».
وأضاف: « كنت مغرما بالرسم والقراءة، درست الفنون التشكيلية والفنون الجميلة، وقمت بعديد الرسومات المصاحبة للأفلام. عملت كرسام لكتب الأطفال ووقّعت النسخة البرتغالية من المسلسل الأمريكي Sesame Street. بدأت النّشر في 2008 وكانت من المضحكات المبكيات أن كل مكتبة أدخلها أجد كتابي « موسوعة القصص العالمية » موضوعا في رفوف الكتب التاريخية، وعلى قدر محاولاتي بإقناع أصحاب المكتبة بأنها مجموعة قصصية لم يصدّقني أحد.
وتابع الحديث عن روايته »دمية كوكوشكا »، بالقول: « هي رواية مبنيّة على قصّة حقيقيّة، قصّة حبّ جارف، وما دفعني لكتابتها أنني قرأت الرسالة التي كتبها الفنان « أوسكار كوكوشكا » لـ « ألما ماهلر، وكانت الرسالة تقنيّة بحتة حتى يستطيع صانع الدمى من تشكيل محبوبته بتفاصيلها ولكن النتيجة أن الدمية كانت فضيعة ولم أتجرّأ حتى على وضع صورتها غلافا لكتابي ».
وأفاد أن هذه الرواية صدرت في اليوم نفسه الذي نشر فيه كتابه الموجّه للأطفال « التناقض البشري »، مضيفا: « بالطبع كان الالتباس قائما كما هو الحال مع رواياتي الأخرى، فجميع الصحفيين اعتقدوا أن دمية كوكوشكا موجهة للأطفال والتناقض البشري موجهة للكهول ».
تحدّث « كروش » كذلك عن رواية « الرسام تحت المجلى » التي تتناول سيرة حياة الرسام « إيفان سورس » الذي عاش فعليا في بيت جدّ كروش، وأضاف إليها تعديلاته الروائية المبتكرة، لتصبح القصة الراكدة التي سمعها من جده، قصّة مشوّقة مختلفة، ألغت منطق العبودية والتميّز الطبقي إلى حدّ ما، رغم ما قيل أن الرسام سكن في مدخنة المنزل حسب رواية جدّ « أفونسو كروش ».
وخيّر في روايته، مبيت الرسام تحت المجلى، الذي ما لبث يقاوم الحب حتى ظهرت شخصية « فرانتيشكا »، الجارة الجميلة التي يقع الرسام في حبها، وينطلق إثر ذلك في رحلة للبحث عن أمه التي خالها ميتة.
وات