البث الحي

الاخبار : الاخبار

668_334_1497182178

في أيام قرطاج الشعرية:الشعر وإشكالات الترجمة.. بين الإمكان والاستحالة

شكلت مسالة الشعر واشكالات الترجمة هاجس الحضور لعدد من الشعراء والجامعيين والمثقفين والنقاد الذين وضعوا الترجمة الشعرية تحت بساط الدرس وذلك في اطار الدورة الأولى لأيام قرطاج الشعرية التي تنتظم من 22 مارس الى غاية يوم 31 من نفس الشهر تحت شعار  » احتفاء بالشعر، احتفاء بالحياة ».

تمحور النقاش بالأساس بين موقفين على طرفي النقيض بين إمكانية الترجمة في بعدها المضاميني دون التخلي عن الطرائق الشعرية لكل لغة ،وبين استحالتها باعتبار ان المنظوم الشعري حالة لغوية متفردة تظل شديدة الخصوصية في ايقاعها اللغوي وأدوات نظمها

وأكد الجامعي والمدير الحالي لمعهد الترجمة ، توفيق العلوي ان الترجمة الشعرية تعد من ابرز القضايا المتعلقة بشتى الاجناس الأدبية بما تطرحه من جدل مستمر بين النقاد تصل الى حد التنافر، خاصة وان الفضاء الشعري يبقى حالة خصوصية تعبر عن الغنائية الشعرية التي لا تجد ضالتها الا في لغتها الاصلية

و ذكر بحركات الترجمة الشعرية التي ظهرت في بدايات القرن الماضي حيث استعرض تجارب النقل الشعري من الغرب الى العرب وخاصة الشعراء الكبار على غرار « بودلير » و’لامرتين » ،بما اسهم في تكريس مفهوم التثاقف الشعري في اتجاه تغير القصيد بنيويا وايقاعيا ومعجميا وبلاغيا ، وبالتالي اثراء التجربة الشعرية على نحو يتماهي مع الخطاب الإنساني والبعد الكوني للعوالم الشعرية

كما عالج الحضور الموقف النقدي القديم لقضية الترجمة الشعرية بالاستناد الى موقف الجاحظ في كتابه الحيوان حيث اعتبر ان  فضيلة الشعر مقصورة على العرب وعلى من تكلم بلسان العرب والشعر لا يستطاع ان يترجم ولا يجوز عليه النقل ومتى حول تقطع نظمه وبطل وزنه وذهب حسنه وسقط موضع التعجب لا كالكلام المنثور .

وتناولوا الحالة الشعرية باعتبارها فنا من القول التخييلي الذي يخضع لمقاييس ايقاعية وبلاغية ومعجمية وثيقة الصلة بخصائص القول الشعري وبالشكل التعبيري والقالب البنيوي الايقاعي ، مستحضرين في هذا الاطار القصيدة العمودية في الشعر العربي وثنائية الصدر والعجز وخواتمه المقفاة ،بما يجعل نقلها ضربا من المجازفة والتحريف الجمالي للقصيدة الأصل

كما تناولوا مسالة إمكانية الترجمة بالاستناد الى ما خلفته الحركات الفكرية من ترجمات ونقل مستمر للشعر والقصائد من لغة الى لغة ، على غرار قصائد ودواوين ابي القاسم الشابي التي ترجمت الى اللغة الاسبانية والصينية رغم العسر الفني للترجمة وجعلت منها محاولة شعرية تتجاوز حصار اللغات الى مجال الخطاب الإنساني الارحب

جدير بالذكر ان امسيات الشعر تتواصل بمدينة الثقافة على امتداد ايام قرطاج الشعرية لشعراء من تونس والخارج ،على غرار ادم فتحي ومنصف مزغني ويوسف رزوقة من تونس وشربل داغر (لبنان) وداودا كايتا (مالي) وحسن طلب (مصر) وجانين الكراز (اسبانيا) وغسان زقطان (فلسطين)

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو