أعلن مدير مهرجان » تيسدريس الأيام الرومانية « ، رضا حفيظ، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، عن موافقة وزارة الشؤون الثقافية على إدراج الدورة الثانية لهذه التظاهرة ضمن برنامج « مدن الفنون » وعلى توفير تمويل يمكن من تنظيم هذا المهرجان الذي سيلتئم أيام 3 و 4 و5 مارس القادم بمدينة الجم.
وذكر حفيظ أن الاستعدادات لهذه التظاهرة، سواء تعلق الأمر بالحجوزات أو توفير التجهيزات اللازمة للغرض وغيرها، تمت بناء على هذه الموافقة، مضيفا أن النسخة الأولى لمهرجان « تيسدريس الأيام الرومانية » التي لاقت نجاحا لافتا، أقيمت بتمويل من مؤسسة المورد الثقافي.
ويرمي هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية « نحن نحب الجم »، إلى « توظيف التراث الروماني وخلق مشروع يجمع بين التنشيط الثقافي والسياحي والاقتصادي للمدينة »، بحسب نفس المصدر، الذي أكد لـ(وات) أن الدخول سيكون مجانا لكل من يرغب في حضور فعاليات الأيام الرومانية بالجم .
« تيسدريس الأيام الرومانية « ، هو مشروع يجمع بين إحياء الأجواء التاريخية وعروض فنية تعانق الإبداع ببرنامج ثري يضم ورشات حرفية للفسيفساء والمصوغ الروماني والمأكولات الرومانية واستعراض للمجادلين الرومان تؤمنه مجموعة من المجادلين من جمعية « بافاي » الفرنسية، واستعراض ثان تؤثثه مجموعة تتكون من 60 عنصرا، بحسب تقديم رضا حفيظ لهذه التظاهرة الثقافية التي ستخصص يومي 3 و4 مارس للورشات على غرار ورشة « الفسيفساء » الموجهة للأطفال وورشات « الخزف والرسم » فضلا عن ورشة « الجندي الصغير » التي ستتميز بأن يلبس الأطفال خلالها ثيابا ويحملوا دروعا وسيوفا خشبية رومانية إلى جانب ورشة الرماية بالسهم التي ستتم بالشراكة مع نادي الرماية بالمنستير.
وبين حفيظ أن عددا من الناشطين التونسيين، يحدوهم العزم على خلق حراك ثقافي بالجهة، سهروا على إعادة صنع آلات موسيقية مستوحاة من اللوحات الفسيفسائية الرومانية وتأليف قطع موسيقية، مع إطلاق العنان للخيال في كل ما يتعلق بتلك الفترة لاستحضار الحياة الرومانية في أدق تفاصيلها.
وستحصل الفتيات المشاركات في ورشة الورد على أطواق من الورد كتلك التي تزينت بها الرومانيات في عهدهن، فيما تسجل الألعاب التراثية الرومانية حضورها في فعاليات هذه التظاهرة التي برمجت بالمناسبة، عرضا لشريط وثائقي حول قصر الجم.
ويسدل الستار على مهرجان تيسدريس يوم الأحد 5 مارس القادم، باستعراض روماني ينطلق من ساحة الفنون وصولا إلى المسرح الأثري بالجم في محاكاة لاحتفالات المدينة في ذلك العصر. ويجسد هذا الاستعراض الذي يضم أكثر من 60 ممثلا بأزياء رومانية، موكب الامبراطور والحاشية وأعضاء مجلس الشيوخ الرومان المحيطين به.
بفضل هذه التظاهرة، ستعيش تيسدريس أو مدينة الجم ( من ولاية المهدية)، على مدى ثلاثة أيّام (3 و4 و5 مارس 2017)، أجواء تاريخية على الطريقة الرومانية ليحتضن القصر التاريخي بالجم والمصنف عالميا ثاني أكبر مسرح في العالم بعد مسرح « كولوسيوم » روما أحد عجائب الدنيا السبع، أنشطة مجانية مختلفة، لمواكبة عروض فرجوية في رحاب هذا المعلم الأثري الذي أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
المسرح الأثري بالجم أو « قصر الكاهنة » كما ورد اسمه في بعض الكتابات العربية القديمة، شهد في العصر الروماني مصارعة الوحوش ومعارك للمصارعين وسباقات واحتفالات واحتضن استعراضات حضرها أباطرة ونبلاء وأفراد الشعب الروماني. الفضاء نفسه يمثل ركحا لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين المشاركين سنويا في مهرجانات وحفلات لأهم الفرق العالمية.
وات