تنطلق اليوم السبت فعاليات «مهرجان المسرح العربي بصفاقس» في تنظيم مشترك بين اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية والهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية في دورتها الثامنة عشرة والتي تتواصل حتى العشرين من الشهر الحالي.
وعلى مدى ثمانية أيام ستكون صفاقس وعشاق الركح على موعد مع عدد من الأعمال المسرحية الراقية من تونس ومن بلدان عربية أخرى، فضلا عن ندوة فكرية هامّة تبحث في «عناصر التجديد في المسرح العربي بين تحدّيات الراهن ورهانات المستقبل» يشارك فيها مختصون وباحثون من تونس و لبنان والإمارات والسودان ومصر وسوريا والعراق والجزائر.
ويستضيف المهرجان عددا من الأعمال المسرحية التونسية والعربية فضلا عن عدد من النجوم، حيث سيكون الفنانان السوريان أسعد فضة وعابد فهد والفنانة المصرية بشرى أهمّ ضيوف الإفتتاح فيما إعتذر الفنان المصري محمد صبحي ـ بعد أن كان أكد مشاركته سابقا ـ بسبب مرض زوجته.
العرض الأول الافتتاحي سيكون فرجويا في ساحة المقاومة المجاورة لمبنى الكنيسة والمواجهة لباب القصبة، حيث سيعطي عرض إحتفالي ضخم إشارة انطلاق مهرجان المسرح العربي بصفاقس وسيوفر العرض فرجة متنوعة تستهوي الكبار والصغار وتتوزع بين الموسيقى والسيرك و الرقص المولوي انطلاقا من منتصف النهار، ومن الساعة الرابعة والنصف مساء ينطلق العرض الإيقاعي مع مجموعة كمال الجريبي، كما ستشهد الساحة عرضا لفنون السيرك من أداء عناصر سيرك «باباروني» ويتضمن العرض ألعابا بهلوانية وألعاب نار وعرائس عملاقة ورقصا فنيا لتختتم الأمسية بعرض رقص المولوية.
كما تنتظم سلسلة من العروض المسرحية اليومية في مركز الفنون الدرامية والركحية تنطلق بمسرحية «بين البينين» من إنتاج المركز، وفي اليوم الموالي مسرحية من إنتاج تونسي أيضا أما بقية العروض فهي من سوريا ولبنان و مصر والعراق.
هذا، فضلا عن مشاركة خاصة من ألمانيا تتمثل في تجربة تتصل باختصاص مسرح الجيب وتعتمد على تقنيات الإضاءة الضوئية في المسرح.
وجاء في الورقة العلمية للندوة «أليس المسرح أداة للتجديد بوصفه فنا لا يعترف بالمُطلقات والثوابت، ويروم التجديد والتجريب المقترنين بالتنوير في الجهد الإبداعي ،فضلا عن تثوير الأبنية الجمالية، والانفتاح على الفنون الأخرى، وذلك بخلق علاقة مختلفة مع الجمهور وتوسيع هامشه، ووضع المؤســسات التـقليدية موضع المساءلة، والإسهام في تأسيس وعي نقدي مُغاير، ونشر ثقافة التجديد و التحرّر ..
هذا المسرح هو مسرح يُكرّس نفسه للبحث عن صيغ جديدة للتعبير، وطرح تساؤلات حول مكوّنات العمل المسرحي، لعلّ من بين ذلك إعادة النظر في موقع الممثل وفي شكل أدائه، وإعادة النظر في شكل المكان المسرحي والخروج من العمارة التقليدية إلى أماكن جديدة، تجذب نوعية مختلفة من الجمهور، والاهتمام بموقع هذا الجمهور في العرض وبالعلاقة بين الخشبة والصالة، ومحاولة التوصّل إلى علاقة تلقّ جديدة ،وكذلك الكتابة المسرحية ومكوّنات النص ولا سيما اللغة في المسرح.
ما نعنيه هو المسرح التفاعلي الذي يُقوّض قواعد الدراما التقليدية. إذ لم تعد الفرجة ترتكز على النص الدرامي المكتوب والأداء، وإنما على فرجة بصرية تخاطب العين مخاطبة بيّنة، بمقتضاها يتحوّل الممثل إلى عنصر أداء كبقية العناصر في العرض..».
وتختتم الورقة بفرضية أنّ «جوهر المسرح لم يعد مقترنا بالمُتخيّل فحسب ،وإنّما بالتقنية والتكنولوجيا، وفنون الأداء والوسائط الحديثة، فابتعد المسرح الحديث بذلك عن التقليدية، وأحدث تغييرات أزالت الحدود بين الفنون وأعادت تحديد دور الممثل والتعامل مع المسرح بحرية، في ظروف إبداعية مغايرة..».