تحت شعار « تونس دائما تحتفل »، احتضنت مدينة سوسة، عشية يوم الثلاثاء، الدورة 57 لكرنفال أوسو، الذي يعتبر من أقدم الكرنفالات بالمنطقة المتوسطية، ويحتفل به أهالي سوسة وضيوفها كل صيف من كل عام، ولكنه شهد غيابا دام 4 سنوات تواصلت من 2011 الى غاية 2015، وذلك لأسباب أمنية وتنظيمية ومادية.
وشاركت عديد الفرق النحاسية والتراثية والماجورات والعربات والمجسمات والدمى العملاقة في برنامج الكرنفال الذي انطلق من رصيف الفنون المحاذي للميناء التجاري وصولا إلى الطريق السياحية الرئيسية لمدينة سوسة (كورنيش بوجعفر) مرورا عبر شارع الحبيب بورقيبة. كما تم تسجيل مشاركات رمزية لكل من الجزائر وفرنسا وليبيا وروسيا وسوريا والمغرب.
وأضفت الفرق الموسيقية والمجموعات التنشيطية الراقصة أجواء احتفالية متميزة على هذا المهرجان الشعبي العريق الذي أضحى علامة مميزة في ذاكرة ولاية سوسة، ورمزا لعراقة الوطن وأصالته.
واكتست هذه الدورة التي تميزت بتنوع فقراتها أبعادا ثقافية وسياحية وفرجوية، حيث شارك في استعراض أوسو اكثر من 1500 راقص وراقصة جسدوا من خلال اللوحات الاستعراضية دعوات الى السلام والمحبة والتآخي.
وبدأ الاستعراض بعربة عملاقة تجسم البعد الأسطوري لاستعراض أوسو وتخلد العادات والتقاليد الاحتفالية الشعبية التي تعود إلى عصور قديمة تلتها عدة عربات ترمز لمختلف مظاهر الحياة في تونس.
وبحسب المؤرخين، فإن كرنفال « أوسو » كان يقام منذ العهد الفينيقي على شرف إلاه البحر « اغسطس »، ورغم تعاقب الحضارات على مدينة سوسة الساحلية، فقد بقي كرنفال « أوسو » البصمة التي تميز المدينة.
وتحكي الذاكرة الشعبية في سوسة أن « أوسو » هو كنية إلاه بحر سوسة الذي يدعى « أغسطس »، والذي يتواجد في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة من أهاليها وضيوفها.