عن منشورات “لوسوي” في باريس صدرمؤخرا كتاب جديد للشاعر السوري أدونيس، بعنوان “العنف والإسلام”، وهو عبارة عن حوار مطول مع الدكتورة حورية عبد الواحد. واختصر أدونيس في حواره مواقفه من ظاهرة “العنف الديني”، الناتجة، حسبه، عن “تسييس الدين وتقديس السياسة”، وهو ما اعتبره بمثابة “الخراب الكبير في العالم العربي حاليا”. وتوقف أدونيس في حواره عند قضايا شائكة تشغل العرب اليوم مثل الدين، التطرف، إخفاق الربيع العربي، المرأة، التزام المثقف، وقضية الشعر في زمن التدهور، وما يسميه “جهنمية الثقافة العربية”.
يحظى كتاب أدونيس حاليا، رغم مرور بضعة أيام فقط على صدوره، باهتمام كبير في أوساط المثقفين والإعلاميين في فرنسا، إذ جاء مباشرة عقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا. وقامت دار “لوسوي” التي اعتبرت الكتاب بأنه “مقابلات مع الشاعر تسمح بمزيد من التفكير الجريء”، بنشر نسخة من الكتاب قابلة للتحميل المجاني لتسهيل نشر الكتاب بشكل واسع.
وتحدث أدونيس في حواره المطول عن “العنف في الإسلام” وفي المجتمعات العربية، استنادا لقراءة نقدية للنصوص وللتاريخ، ودعا إلى ضرورة الوصول إلى إحداث فصل نهائي بين “الدين والسياسة”، حتى يتمكن العرب من الخروج من عصور التطرف التي تسمح ببروز “مواطنين وليس مسلمين”، وأورد قائلا: “طالما تسير السياسة مع الدين، وطالما الديانة الإسلامية خاضعة للمؤسسة السياسية، فإن التقدم يبقى مستحيلا”.
وحسب أدونيس، فإنه لا يوجد حاليا دولة عربية تمكنت من بلوغ مرحلة “الفصل بين الدين والسياسة”، موضحا أن المرأة هي الضحية الأولى لهذا الخلط بين الدين والسياسة. ويعتقد أدونيس أن “داعش” عبارة عن “استمرار رهيب” في التاريخ الإسلامي، لكنه أبدى تفاؤلا بخصوص إمكانية “ظهور وعي في العالم العربي اليوم، يؤدي إلى التخلص من هذه الأفكار”.