تعالت عشية يوم الخميس 24 ديسمبر الهتافات والتصفيق من الاف الجماهير الذين واكبوا العرض الملحمي بعنوان ثورة الصحراء في ساحة حنيش بدوز ضمن افتتاح الدورة الثامنة والاربعين للمهرجان الدولي للصحراء بدوز للتعبير عن اعجابهم بجمالية العمل الفني الذى جسد مرحلة هامة في تاريخ المرازيق ونضالاتهم ضد المستعمر خاصة في معركة البرج التي وقعت في 29 ماى 1944 والتي انتهت بفوز الثوار المرازيق على المستعمر الفرنسي الذى نكل بالمقاومين في صحراء الجهة وأشارعدد من مواكبي هذا العرض لمراسل وات الى دور هذا العمل الفني في القطع مع الروتينية في المشاهد التي تقدم سنويا في ساحة حنيش ليحافظ على ذات اللوحات التي تميز التظاهرة من القافلة والدولاب والمرحول والصيد بالسلوقي والعرس التقليدى الى جانب عراك الفحول لكن في اخراج جديد نجح في شد المشاهد من جهة وتعريفه بتاريخ المنطقة من ناحية ثانية ليتكامل العمل الفني في نظرهم مع التاريخ وذكر مخرج العرض الحافظ خليفة لمراسل وات أن هذا العمل الضخم أنجز في أحد أكبر مسارح الهواء الطلق بالعالم وهو ساحة حنيش التي تمثل فضاء فنيا هاما لإخراج هذا النوع من الاعمال المسرحية الملحمية الحديثة التي تعتمد الى حد بعيد على المشهدية الغالبة على الحوار وبمرافقة يرافقها نص شعرى من نظم جمال الصليعي متطرقا الى ما يتطلبه هذا العمل من امكانيات تقنية جبارة تحتم على وزارة الاشراف التوجه الى مزيد دعم مثل هذه المهرجانات التي توسس لانماط فنية جديدة وأشار الى أن هذا العمل يسعى الى مزيد التعريف بمحطات هامة من تاريخ الجهة وابرازها للناشئة خاصة وانها من المحطات التي لم تحضى بالقدر الكافي من التناول التاريخي الذى يبرز دور أبناء الجهة في مقاومة المستعمر وبناء الوطن ومن ناحيتها أكدت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة لخضر التي واكبت هذا العرض أن الوزارة تعمل على دعم اللامركزية في القطاع الثقافي وذلك عبر مساعدة الجهات على تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبرى التي توصل لخصوصية المنطقة من جهة وتنفتح على العالم من جهة أخرى موكدة على الدور الهام للقطاع الثقافي في بناء الشعوب ومحاربة الارهاب والتطرف الى جانب دوره التنموى الكبير خاصة في ارتباطه بالقطاع السياحي والتأسيس لنمط سياحي ثقافي تتكامل فيه الاصالة والموروث والحضارة مع جمالية الطبيعة وجودة الخدمات المقدمة للحريف وبدورها أشارت وزيرة السياحة سلمى اللومي الرقيق الى الدعم الكبير الذى رصدته وزارة السياحة للمهرجانات الثقافية بالجهة وخاصة منها المهرجان الدولي للصحراء بدوز الذى له مكانته التاريخية والذى بات يسهم الى ابعد حد في تحريك عجلة القطاع السياحي بالجهة وهو ما يعكسه وصول نسبة الحجوزات بمختلف الوحدات الفندقية بالجهة نسبة 100 بالمائة في فترة المهرجان مضيفة أن الديوان الوطني للسياحة يعمل من خلال اتفاقية مع الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الاسفار على مزيد دعم السياحة الداخلية التي أصبحت تلعب دورا هاما في تعديل السوق السياحية وتساعد القطاع السياحي على تجاوز ولو جزئيا الازمة الحادة التي يمر بها عقب الاعتداءات الارهابية بباردو وسوسة وهو ما يعكس وعي التونسي ومشاركته الفعالة في النهوض بالبلاد والخروج بها الى بر الامان بحسب تأكيدها ويشار الى أن الوزيرتين قد أشرفتا اليوم على تدشين المعرض الوطني للصناعات التقليدية المقام بساحة الاستقلال بمدينة قبلي على هامش الدورة 32 للمهرجان الدولي للتمور التي ستنطلق يوم غد الجمعة.