انطلقت، يوم الثلاثاء19 نوفمير بمعهد المناطق القاحلة بمدنين، فعاليات دورة تكوينية لفائدة مجموعة من الباحثين التشاديين عن المعهد التشادي للبحوث الزراعية والتنمية، وتمثّل أوّل نشاط بعد عملية تشخيصية في التشاد، وتندرج في اطار مشروع تنجزه الوكالة التونسية للتعاون الفني لمدة سنتين بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة بمدنين وبدعم من البنك الاسلامي للتنمية.
ويتعلق هذا المشروع، وفق المدير العام للوكالة التونسية للتعاون الفني، محمد لبليدي، بتطوير قدرات المزارعين التشاديين للزراعة بالمناطق الجافة والمالحة وخاصة في ظل التغيرات المناخية، ووضع المعارف والخبرة التونسية على ذمة بلدان إفريقيا جنوب الصحراء في إطار تعاون جنوب-جنوب تقدمه تونس لفائدة البلدان الافريقية.
وأضاف ان هذا المشروع يتواصل لسنتين منذ جوان 2024 ويشمل تنفيذ عدة انشطة تتعلق بالدعم الفني لخبراء معهد المناطق القاحلة بمدنين لفائدة التشاد، وانشطة تدريبية للباحثين والمزارعين بالتشاد تساهم في تنمية قدرات المعهد التشادي لبحوث الزراعية والتنمية في المجال الزراعي بالمناطق المالحة، ودعم التشاد من أجل تثمين الاراضي، والمساعدة على ارساء بنك للجينات وبعث ضيعة نموذجية.
ولفت إلى ان الوكالة التونسية للتعاون الفني تعمل، من منطلق مهامها كجهاز وطني معني بالتعاون جنوب-جنوب، على المساهمة في تطوير التعاون بين تونس ومختلف البلدان ولاسيما البلدان الافريقية، وعلى الترويج والتعريف بالكفاءات التونسية، والمساهمة في تقاسم التجربة والخبرة التونسية مع مختلف البلدان انطلاقا من تجربتها المهمة في عديد المجالات.
من جهته، أوضح منسق المشروع والباحث بمعهد المناطق القاحلة، مختار البكاي، أن هذا المشروع يرتكز على 4 محاور بحث، يتعلق أوّلها بخلق مجال واتفاقيات تعاون بين المؤسسات التونسية ونظيرتها التشادية، وتنظيم دورات تكوينية لعدد من الباحثين والفنيين من جمهورية التشاد سواء بتونس او في بلدهم، ويهم المحور الثاني حماية الموروث الزراعي لدولة التشاد والاستفادة من التجربة التونسية في احداث بنك للجينات ومن خبرة معهد المناطق القاحلة بمدنين في عمله على المصادر الوراثية المحلية.
واشار الى ان المحور الثالث يشمل تنظيم دورات تكوينية لفائدة الفنيين والفلاحين بدولة التشاد بالمناطق التي تشهد اشكاليات ملوحة وتصحر، فيما يتم العمل ضمن المحور الرابع على خلق تجربة ميدانية في التشاد بضيعة تجريبية بالبحيرة التشادية، من خلال ادخال اصناف تتحمل الملوحة وتثمين الممارسات والاساليب الفلاحية الجيدة لتطبيقها.
وأضاف أن تنفيذ هذه المحاور الذي سيمتد من جوان 2024 الى جوان 2026، تقدّم بنسب مختلفة في التقدم، حيث انطلق المحور الأول حديثا بامضاء اتفاقية بين البنك الاسلامي للتنمية والوكالة التونسية للتعاون الفني ومعهد المناطق القاحلة بمدنين والمعهد التشادي للبحوث الزراعية والتنمية.
وينتظر الوفد التشادي من هذه الدورة وهذا المشروع الاستفادة من التجربة التونسية ومن خبرات معهد المناطق القاحلة في مجال خصوصي لاعادة تهيئة وتثمين الاراضي المهملة والمالحة الممتدة على مساحات هامة بجمهورية التشاد، وفق المدير العلمي واستاذ البحث بالمعهد التشادي للبحوث الزراعية والتنمية نادجيام دجيراباي
وأشار المصدر ذاته إلى ان المشروع الذي تندرج ضمنه اشغال هذه الدورة التكوينية سيكون انموذجا لتعاون جنوب جنوب ناجع ومفيد، حسب قوله.
وتتضمن هذه الدورة التكوينية، التي ستتواصل لـ10 ايام، جانبا نظريا واخر تطبيقيا أوسع سيمكن المتكونين من الاطلاع عن كثب على مشروع رجيم معتوق ومشروع الفوار بولاية قبلي، في تجربة تونسية لعب فيها معهد المناطق القاحلة دورا مهما في مقاومة التصحر والملوحة واختيار الاصناف الانسب للانتاج بالمناطق الجافة لتكوون مادة في هذه الدورة التكوينية بزيارة الوفد التشادي لها ولمتابعة مختلف البرامج التي تتواصل ميدانيا وبمخابر معهد المناطق القاحلة بمدنين.