صدر عن دار نقوش عربية » مؤخرا كتاب باللغة الفرنسية للكاتب محسن جلولي يحمل عنوان « Pouvoir et Loyauté » (السلطة والولاء).
ويحمل هذا الكتاب في طياته سردا تاريخيا لشخصيات بارزة في تاريخ المملكة التونسية بين نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وأبرزهم محمود جلوّلي الذي ينحدر من عائلته مؤلف الكتاب محسن جلولي. ويتضمّن الكتاب 150 صفحة من الحجم المتوسط. ويعتبر إضافة قيّمة للمكتبة التونسية بما يتضمّنه من وثائق نادرة مازالت العائلة تحتفظ بها إلى اليوم .
ويركز الكتاب على شخصية محمود جلولي، البحار التاجر والسياسي الوفيّ الذي كان له دور محوريّ في الأحداث التاريخية لتلك الفترة، حيث عُرف عن محمود جلولي ارتباطه الوثيق بخامس بايات تونس حمودة باشا الحسيني (1782 – 1814) والذي عرفت المملكة التونسية في عهده أوج ازدهارها الاقتصادي والعسكري.
ويتألف الكتاب من عشر فصول تغطي مختلف جوانب حياة محمود جلّولي، بدءًا من استهلاله لممارسة السياسية، مرورا بالحرب ضد جمهورية البندقية آنذاك، وانتهاءً بتفاصيل عن وفاته. ويقدم الكتاب نظرة عميقة عن الروابط بين « السلطة والولاء » في تلك الحقبة.
وفي حديثه عن مسيرة المحتفى به في هذا الأثر، يقول الكاتب إنه انتقل من مسقط رأسه صفاقس ليستقر في مدينة تونس ويعمل مستشارا للباي ومديرا للأسطول التجاري. وتتوالى الأحداث التي عاشها محمود جلولي في هذا الكتاب، حيث يتم تسليط الضوء على قصة اختطاف زوجته المستقبلية من قبل القراصنة خلال الحرب على مدينة جنوة الإيطالية، وما تلاها من أحداث منها سفره إلى لندن لتقديم أوراق اعتماده للملك جورج الثالث، ثم استقراره في مالطا كممثل سياسي وتجاري للمملكة التونسية. ويروي الكتاب أيضا تفاصيل وباء الطاعون الذي اجتاح جزيرة مالطا عام 1813، والذي أسفر عن وفاة أكثر من 4 آلاف شخص.
ويعتبر هذا الكتاب مرجعا مهمّا للباحثين والطلبة والمهتمين بتاريخ تونس. كما يمثّل دعوة للغوص أكثر في التاريخ التونسي واستلهام العبر من تجارب الماضي. وقد يكون هذا الكتاب فرصة تحث القراء على زيارة المدينة العتيقة وتحديدا دار جلّولي واكتشاف معمارها الهندسي الفريد وفنون تزويقها، حيث تشتمل هذه الدار على كتب تاريخية قيمة ومخطوطات وصور للعائلة ووثائق نادرة تزخر بها مكتبتها الثرية.
وللإشارة فإن مؤلّف هذا الكتاب محسن جلولي، هو من مواليد سنة 1977 بدار جلّولي الكائنة بنهج الغني عدد 6 بباب الجديد في المدينة العتيقة بالعاصمة تونس. ويعتبر سليل علي باي الثالث من جهة والدته وفق ما جاء في الجلسة التقديمية للكتاب اليوم. وقد اكتشف شغفه بالتاريخ في منزل أسلافه، مما ألهمه كتابة هذا المؤلف.