احتفالا بمائوية الفنانة الراحلة والرائدة في الحركة التشكيلية، صفية فرحات، احتضن يوم الأحد 20 أكتوبر مركز الفنون الحية برادس، من ولاية بن عروس، معرضا فنيا يحاكي مسيرة وإبداع الفنانة ويوثق مساهمتها في رسم محطات مفصلية في مسار تطور الفن التشكيلي التونسي ويقدم مجموعة من المداخلات تستعرض جوانب مهمة من حياتها.
ويضم المعرض الذي ستتواصل فعالياته، إلى غاية 20 نوفمبر القادم، مجموعة من المنسوجات الحائطية، ذات أشكال وأبعاد هندسية متنوعة تحتوي على خيوط مغزولة يدويا تحيل على جزء من ذاكرة صفية فرحات وأعمالها التي لا تخلو من التذكير بالحضور الفاعل للمرأة التونسية الكادحة والمجاهدة في سبيل تحقيق أحلامها وطموحاتها.
وتضمّن المعرض منسوجات حيكت بالصوف بتناسق ألوانها وإشكالها إلى جانب عرض مجموعة من اللوحات والرسومات الزيتية الصغيرة بالأبيض والأسود وكبيرة بالألوان الصاخبة المبهجة لتقديم رؤية فنية وجمالية مبنية على قوة الألوان وجاذبية الخطوط الحادة.
وتطرقت أستاذة بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بالدندان عليا النخلي، في مداخلتها بعنوان: « صفية فرحات ضمن جامعة مدرسة تونس » إلى أهم الأعمال الفنية المتمثلة في الرسوم واللوحات الزيتية التي شاركت فيها الراحلة صفية فرحات في صالون جامعة تونس وتميُّز الراحلة صفية فرحات وفق تعبيرها بالأعمال الحائطية والمنسوجات التي قدمتها للفن التشكيلي التونسي. وتناولت من خلالها عدة مواضيع تهم « الأساطير اليونانية » و « الجازية الهلالية » علاوة على حضور المرأة التونسية بحيث اجتذبت جماليتها من الحياة اليومية البسيطة.
وتحدث الباحث في تاريخ وجماليات الفن، محمد علي بالرحومة، في مداخلته بعنوان « الحداثة التي عملت من أجلها الراحلة صفية فرحات »، عن مساهمة الراحلة صفية فرحات في إدخال رؤية فلسفية جديدة لعالم الفن وإخراجه من إطاره الضيق المتمثل في ارتباطه بالنخبة وبالفضاءات والأروقة ليتجاوز ذلك ويصبح بالتالي موجها إلى كافة شرائح المجتمع دون استثناء.
وتضمنت المداخلات التي قدمت بالخصوص، أهمية الفن في حياة صفية فرحات التي ولدت سنة 1924 وتوفيت سنة 2004، مارست النحت والنسيج إلى جانب الرسم والحفر واستخدمت مواد كثيرة كالسيراميك والخزف والحديد والبلور والصوف وأنتجت أعمالا فنية كانت جداريات ونصبا متعددة الأحجام والأشكال تحمل في طياتها رسائل ثقافية وجمالية.