صدر للباحث والأستاذ المتميّز بالجامعة التونسية عمّار المحجوبي الجزء الثاني من مجموعته المنشورة بالفرنسية تحت عنوان « قطوف من التاريخ القديم ».
ويتضمن هذا الكتاب الصادر عن منشورات « ليدرز » في 278 صفحة، 35 مقالا علميا. وجاءت هذه المقالات مرفوقة بمجموعة من الصور والخرائط التاريخية الهامة، وتمّ تبويبها ضمن ثلاثة أقسام رئيسية هي روما ومقاطعاتها الإفريقية، والعامل الديني، إلى جانب عدة قضايا مختلفة.
وبيّن الأستاذ عمار المحجوبي في مقدمة الكتاب أنّه حرص بالخصوص من خلال هذا الجزء الثاني على طرح معلومات وحقائق كثيرا ما اقتصر تداولها على مجالس علمية ضيّقة. وأوضح أنه أراد من خلال هذا العمل تفنيد أخطاء شاسعة سرعان ما تمّ القبول بها واعتمادها من قبل البعض، معتبرا أنّ « قلة الإلمام وسوء الفهم كثيرا ما يتسببان في مصادرة جزء هام من تاريخنا القديم والمغالطة بشأنه، وذلك ضمن نزعة استعمارية حاولت اجتزاء هذا التراث لتوظيفه لصالح تاريخ الدول المستعمرة ».
ويعتبر الأستاذ عمار المحجوبي من أبرز أساتذة التاريخ القديم بالجامعة التونسية، وهو مؤرخ وعالم آثار متخصص في التاريخ الروماني. وقد تولى لفترة طويلة الإشراف على إدارة المدرسة العليا للمعلمين، كما أشرف على إدارة المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية بتونس كما ترأس قسم الآثار القديمة بالمعهد الوطني للتراث. واشتغل أيضا بوزارة الثقافة حيث ترأس سنة 1987 لجنة إسناد الجوائز، وعين ملحق بديوان وزير الثقافة سنة 1988.
ونشر الأستاذ المحجوبي الكثير من المؤلفات منها « المدن الرومانية بالبلاد التونسية، و »المدن التونسية خلال الفترة القديمة » و »البلاد التونسية في العهد الروماني »، وساهم بعديد من المقالات في مجلات علمية متخصصة منها « إفريقيا الرومانية » و »إفريقيا ». كما قدم عدة محاضرات في منتديات دولية، وهو أستاذ زائر بعديد الجامعات الأوروبية والعربية. والأستاذ عمار المحجوبي هو أيضا عضو بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، « بيت الحكمة ».