صدر عن سوتيميديا للنشر والتوزيع بتونس هذه الأيام كتاب جديد في اللسانيات يحمل عنوان « النظم التركيبي والدلالي لألفاظ الجموع التي لا مفرد لها من لفظها » للباحث الدكتور أحمد المسعودي.
وورد الكتاب في 460 صفحة وهو بحسب تقديم الناشر دراسة تعتمد على المدونات وتهدف إلى بحث النظم التركيبي والدلالي لألفاظ الجموع الدالة على جماعة من الناس، دون أن يكون لها مفرد من لفظها، من خلال تتبع سياقاتها، وبيان دلالتها الإيجابية والسلبية والمحايدة ».
وتعتمد هذه الدراسة التي قام بها الدكتور أحمد المطرودي، وهو باحث سعودي، اختار دار نشر تونسية لإصدار عمله، على التلازم والمصاحبة باعتبارهما وسيلة من وسائل تفسير المعنى المعجمي، وأن اللغة تحدِّد مصاحبة كلمات لأخرى، وأن لكل كلمة معدلًا خاصًا لما يتلازم معها، أو يصحبها من كلمات، وبالتالي يمكن التنبؤ بالكلمات التي تتصاحب مع كلمات أخرى، كما يمكن رصد التراكيب التي تأتي فيها هذه الألفاظ.
وبين الناشر أن هذه الدراسة اعتمدت أيضا على منهج المدونات، الذي ينطلق فيه البحث من قضية لغوية محددة بافتراضات، وفرضيات، وأسئلة بحثية قامت في ذهن الباحث، وقام بتفسيرها وتحليلها معتمدًا على النصوص الرقمية في المدونة، ودوَّنَ ما يمكن ملاحظته من مسائل لغوية وصرفية وتركيبية ودلالية وسياقية.
وقد عالج الباحث أكثر من ثمانين لفظة دالة على جماعة من الناس، دون أن يكون لها مفرد من لفظها، وأثبت ما ورد في معجم لسان العرب حولها، واستعرض معالجتها في معجم اللغة العربية المعاصرة، ثم تتبع عشرات السياقات في مدونتي: باركنسون والمدونة العربية، لكل لفظة من تلك الألفاظ، وتلمَّسَ جوانب الاتفاق والاختلاف بين حضور تلك الألفاظ في المعجمين والمدونتين، آخذًا بالاعتبار أن أغلب تلك الألفاظ تأتي في صور تركيبية ودلالية كثيرة.
وبخصوص المنهجية المعتمدة، فقد مزج الباحث بين المنهجين الكمّي والنوعي. واعتمد على المنهج الكمي في إحصاء التراكيب التي تأتي فيها تلك الألفاظ مع متصاحبتها وسياقاتها، كما برز في إحصاء الدلالات التي تميل إليها تلك الألفاظ، اما المنهج النوعي فيتبين من خلال دراسة الأساليب والدلالات والمعاني، التي تغطيها تلك الألفاظ، وإبراز السياقات الدالة الإيجاب والسياقات الدالة على السلب أو الحياد.
وتمثل هذه الدراسة وفق المصدر ذاته، دعوة لمؤلفي المعاجم العربية، والقائمين عليها، للأخذ بهذين المفهومين واصطحابهما عند تأليف المعاجم، أو إعادة طباعتها.
وجدير بالذكر أن المؤلف أحمد المطـرودي، حاصل على دكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.