تعيش جهة الشمال الغربي بتونس وتحديدا منطقتي طبرقة وعين دراهم (ولاية جندوبة ) من 12 الى 15 ماي القادم على وقع الدورة التأسيسية لتظاهرة « ربيع جندوبة »، التي تتوجه بانشطتها الفنية والثقافية والرياضية والحرفية الى الطبيعة ،في مسعى للتعريف بالمخزون الطبيعي والموروث الثقافي الشعبي الذي يميز ولاية جندوبة وابراز خصوصياتها البيئية والايكولوجية .
وقدم مدير المهرجان الطاهر قطاطة خلال لقاء اعلامي انتظم امس الخميس بفضاء « المخزن الثقافي » بباب سويقة بالعاصمة للمهرجان في دورته الاولى بكونه « مفهوم جديد ومبتكر للتظاهرات التي تنتظم في قلب الطبيعة من خلال مخيم « المريج » الواقع بمنطقة عين دراهم الذي سيحتضن اغلب الفعاليات، حيث سيكون فضاء مفتوحا امام مختلف الانشطة الرياضية والفنية، ومنطلقا للراغبين في اكتشاف المكان للتجوال في ربوع المنطقة الجبلية والوقوف على ثراء الطبيعة وجمالها ».
وتأتي تظاهرة « ربيع جندوبة » لإضفاء حركية ثقافية وسياحية لجهة الشمال الغربي التي تزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة وبالمواقع الاثرية، فضلا عن احتوائها على مخزون تراثي شعبي وتقليدي ضارب في القدم ،حيث يؤكد مدير المهرجان « تنظيم معرض لفائدة حرفيي الجهة للترويج لمنتوجاتهم التقليدية ،الى جانب برمجة مسابقات رياضية ،وعروض موسيقية لمغني الراب ومحترفي الموسيقى الالكترونية بمخيم « المريج » المعروف بكونه فضاء طبيعي غابي بالأساس ،تمت تهيئته ليكون مخصصا للأنشطة الشبابية والرياضية بالهواء الطلق.
وفي البرنامج الافتتاحي لتظاهرة « ربيع جندوبة » عرض موسيقي للفنان ياسر جرادي بمسرح البازيليك بطبرقة ،مع عرض للأزياء التقليدية بإمضاء مصممة الازياء ايمان خليفة ،فيما تخصص بقية العروض لموسيقى الراب والموسيقى الالكترونية بمخيم « المريج » بعين دراهم حيث يقدم « دي دجي بلاك » تصورا فنيا لعرضه يعتمد اصواتا مستوحاة من بعض القبائل التونسية، والتركية ،واللبنانية ،التي عاشت على امتداد عهود بين احضان الطبيعة، مطعمة بنفحات من الموسيقى الصوفية للفنان احمد بن جمعة المعروف باسم « بان جامي ».
ويسعى القائمون على مهرجان « ربيع جندوبة » الى تعميم مفهوم مزج الثقافة بالطبيعة من خلال التنقل عبر الجهات لابراز جوانبها التراثية والطبيعية عبر برمجة مجموعة من الفعاليات بالشراكة مع جمعية « تونس للكل » وستكون الوجهة القادمة خلال الفترة الصيفية جزيرة جربة عبر تظاهرة « قدانة فاست ».
هذا وتعتبر رئيسة جمعية « تونس للكل » هندة داود ان الهدف من تنظيم مثل هذه التظاهرات « التعريف بالوجهة التونسية وبثراء مخزونها الطبيعي والثقافي والتقليدي ،والتشجيع على السياحة الداخلية وخاصة السياحة الايكولوجية ،في اطار تثمين الزخم التراثي والبيئي الذي تتميز به تونس من الشمال الى الجنوب ».
ومن ابرز فقرات تظاهرة « ربيع جندوبة » جولات بالدراجات الهوائية، وزيارات لعدد من الحرفيات في مجال صناعة الاجبان والخزف والمنتوجات التقليدية ،الى جانب مسابقات الرماية ،والكرة الحديدية، وكرة الطاولة ،وكرة القدم ،وتوزيع الجوائز على الفائزين .
اما اليوم الختامي للتظاهرة فسيخصص لتكريم عدد من الوجوه الثقافية والفنية ،وبعض الناشطين في المجالات البيئية والايكولوجية ،وذلك باحد النزل بمدينة طبرقة من خلال حفل موسيقي بحضور لفيف من اهل الثقافة والفن والاعلام.