تابع جمهور أيام قرطاج السينمائية، بقاعة ABC بالعاصمة، الفيلم الروائي الطويل « الجدّة التاسعة عشرة والسر السوفياتي » (Grand-mère Dix-neuf et le secret soviétique) من دولة الموزمبيق، وهو عمل للمخرج الإيطالي ذو الأصول العراقية « جوو ريبارو »، يُنافس على التانيت الذهبي للدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية (30 أكتوبر – 6 نوفمبر 2021).
وفيلم « الجدة التاسعة عشرة والسر السوفياتي » اقتبسه المخرج عن رواية « أونجاكي »، إذ يعتمد المؤلف على ذكريات طفولته لبناء خيال يتداخل فيه الواقع مع سحر الخيال، فكل شيء يحدث في مدينة خارجة عن الزمن والجغرافيا ، وكأنه فضاء أسطوري تقريبًا، ففي هذا المكان الذي يعيش فيه « جاكي »، حيث المنزل مليء بأبناء العمومة، تحكمه الجدة « أنييت » بقبضة من حديد وتطارده شخصية الجدة « كاتارينا » الغامضة.
تدور الحياة في الحي حول بناء ضريح رئيس متوفى، لكن هذا النصب المهيب ينتهي به الأمر إلى تهديد الحياة السلمية والمنظمة التي يعيشها الجميع عندما تقرّر السلطات تفكيك المنازل في الحي بالديناميت حتى يتم الانتهاء من العمل. وفي الوقت نفسه الذي تحدث فيه هذه التحولات في الأحداث، تعاني الجدة « أنييت » من التهاب في القدم ويجب أن تخضع لعملية جراحية وتفقد إصبعها وتكتسب لقبًا جديدًا: « الجدة التاسعة عشرة ».
وفي هذا الفيلم، يستلهم « جاكي » فكرة بتر الإصبع للإنقاذ الساق، فيقرّر رفقة صديقه « بي » إزالة الضريح لإنقاذ الحي، وبالتالي إفشال مخطّط استخدام الديناميت لإزالة النصب وتهجيرهم،
وهذا الفيلم الذي أخرجه « جوو ريبارو » بأسلوب فريد ساحر، عن دولة أنغولا وتاريخها وحضارتها وغاباتها الاستوائية، هو انتصار لقيم الحرية والحضارة والثقافة بما هي عناصر متجذرة في المجتمع وفي وحدته وتماسكه.