جد الأسر التونسية نفسها، مطلع الأسبوع المقبل، أمام العودة المدرسية، ما يتطلب من الأولياء حسن إعداد أبنائهم نفسيّا للعودة إلى مقاعد الدراسة في ظل ظرف صحي يشهد تفشيا لفيروس « كورونا »، وفق ما أكده المختص في علم النفس التربوي يوسف المرواني.
ويستأنف مع انطلاق الموسم الدراسي 2020-2021، المقرّر في موعده الاعتيادي يوم 15 سبتمبر الجاري، أكثر من 2 مليون تلميذ الدراسة، بعد انقطاع دام ما يزيد عن 6 أشهر.
وفي هذا الإطار، تطرح ربات الأسر العديد من الأسئلة، من ضمنها كيفيّة إعداد أبنائهن للعودة الدراسية. ويعلّق الأولياء آمالهم على أن تفي إجراءات الوقاية، التي ينّص عليها البروتوكول الصحي الخاص بالعودة المدرسية، بمنع تسجيل عدوى بالفيروس التاجي، لكن الخبير في علم النفس التربوي، يؤكد أن تطبيق كافة الإجراءات « يظل أمرا غير ممكن ».
ويستند هذا الرأي، إلى أن الظروف بالمدراس الريفية، التي تشكو نقصا في المرافق، تحول دون تطبيق اجراءات التوقي، فضلا عن كون بعضها يواجه انقطاعا متكررا للمياه.
لكن يمكن للمربين، حسب المتحدث، الاظطلاع بدور فعّال في إنفاذ هذه الإجراءات، من ذلك الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي بين الأطفال بالمؤسسات التربوية.
في المقابل، شدّد الخبير على ضرورة أن يتعهد الأولياء بترسيخ إجراءات التوقي في سلوكيات أبنائهم، من خلال تحسيسهم بأهمية غسل الأيدي بصفة مستمرة، يوميا، وكذلك توعيتهم بوجوب التزام التباعد الجسدي توقيا من الاصابة بـ »كوفيد- 19″.
واعتبر يوسف المرواني أن ترسيخ التدابير الوقائية في سلوكيات الأطفال، من شأنه أن يمكّن من إعداد جيل جديد ناشئ يملك وعيا صحيا بمخاطر جائحة « كورونا »، لا سيّما وأنه قد يستمر تعايشها مع الإنسان طيلة سنوات.
ويكون إكساب الأطفال هذه التعاليم الوقائية، وفق المتحدث، من خلال دعوتهم إلى تطبيقها في المنزل وخارجه وتوعيهم بأهمية الوقاية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة نشرت، اليوم، على صفحتها الرسمية بـ »فايسبوك »، « دليل المربي » المتضمن لتوصيات لتأمين المرافقة النفسية الضرورية للتلاميذ والإطار التربوي خلال السنة الدراسية الحالية، من أجل عودة مدرسية آمنة في إطار الجائحة.
وقد تم إعداد هذا الدليل خلال شهر أوت المنقضي، بالشراكة بين إدارة الطب المدرسي والجامعي والجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين.
وات