دخلت صناعة الأفلام الوثائقية خضم الجدل المستعر حول استخدام البلاستيك في تونس والذي غذاه أمر حكومي يسمح باستخدام انواع من البلاستيك في تعليب مادة الأسمنت، طارحة وجهة نظر قائمة على ايقاظ الوعي البيئي الجماعي.
ويطرح الوثائقي « بلاستيكراتي » او ما يمكن ان على انه تفشي ظاهرة استهلاك البلاستيك، ملف البلاستيك من وجهة نظر فنية تؤسس لمزيد من الوعي الجماعي حول هذه الظاهرة.
ويعالج الشاب حمادي لسود مخرج « بلاستيكراتي » المدعوم من قبل المؤسسة الألمانية « بول ستيفيتونغ » والذي عرض لاول مرة، يوم الاربعاء، ببادرة من موقع « نواة »، في قاعة سينما مدار قرطاج ملف البلاستيك عبر الاستعانة بخبراء ومتخصصين في المجال.
ويصنع البلاستيك من البترول ويعد من أهم المواد المستهلكة، يوميا، بداية من الأكياس ذات الاستعمال الوحيد مرورا بقوارير المياه وصولا الى المواد الغذائية.
ويعطي لسود في الفيلم الفرصة للمتخصصين في البيئة والخبراء ويحاول بناء مختلف مراحل حياة البلاسيتك من التصنيع وصولا الى محاولة القضاء عليه على امل ان يبين للمستهلكين ان هذه المادة ما ان يتم التخلص منها حتي تعود الى اطباقنا الغذائية.
وتتحلل المواد البلاستيكية التي تلقى في الطبيعة، الى مكونات صغيرة والتي يتم استهلاكها من طرف الاسماك وكذلك النباتات مما يهدّد سلامة المواد الغذائية.
ويعتقد الخبراء، الذين شاركوا في الوثائقي، ان 4 بالمائة من النفايات البلاستكية تتم معالجتها في تونس في حين تلقى بقية الكميات في المجال الطبيعي.
وتقول الناشطة البيئية آسيا غزي : » نبتلع في المعدل 5 غرامات من البلاستيك كل اسبوع، اي ما يعادل تقريبا حجم بطاقة الكترونية مستخدمة لسحب الاموال.
ويدفع » بلاستيكراتي » في اتجاه حث المستهلكين على التفكير في امور بسيطة في الحياة اليومية لترشيد استهلاك البلاستيك، على غرار استبدال الاكياس البلاستيكية باستخدام القفاف التقليدية وكذلك استخدام القوارير الزجاجية.
ويرنو الوثائقي، الى تحريك السواكن وايقاظ الوعى البيئي لدى كل مستهلك من اول فاعل في حلقة تصنيع البلاستيك وصولا الى المستهلك البسيط مع المرور باهل الصناعة والدولة المدعويين الى تحمل المسؤولية لايجاد بدائل صديقة للبيئة.
وتبقى تونس رابع مستهلك للمنتوجات البلاستيكية في المنطقة المتوسطية وفق بيانات الصندوق الوطني للبيئة ويخسر الاقتصاد التونسي زهاء 20 مليون دولار جراء التلوث بمادة البلاستيك.
وكانت تونس شرعت منذ مطلع 2020 ، في الحد من استخدام البلاسيتك في تصنيع الاكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الوحيد لكن الخطوة الحكومية الاخيرة في مجال تعبئة الاسمنت ، اثارت حفيظة المصنعين و الناشطين البيئين ودفعت في اتجاه تحريك عجلة التوعية.
وفي انتظار المآل النهائي استخدام انواع من البلاستيك في تعليب مادة الأسمنت، يواصل المواطنون والنواب ومختلف مكونات المجتمع المدني تحركاتهم من اجل التحرر من الارتهان لمادة البلاستيك، العدو الشرس للانسان والطبيعة.
وات