ستكون السينما التونسية حاضرة بفيلم واحد في مهرجان نانسي السينمائي الدولي بفرنسا الذي سيلتئم من 26 أوت إلى 6 سبتمر القادم، من خلال الفيلم الوثائقي الطويل « المدسطني » للمخرج حمزة العوني.
فيلم « المدسطنسي »، وهو عمل يدوم 114 دقيقة ومن إنتاج تونسي فرنسي قطري مشترك، سيتسابق على جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى جانب 11 فيلما آخر من المغرب وفرنسا وفنلندا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا وأرمينيا والمجر. كما سيتمّ تقديم هذا الفيلم في عرضيْن متتالييْن يوميْ 2 و3 سبتمبر على شاشة مسرح « manufacture ».
ويعتبر هذا العمل السينمائي هو الفيلم الطويل الثاني في رصيد المخرج حمزة العوني. و »المدسطنسي » مصطلح يعني « المستبعد » أو « المنفي » ويُطلق عليه بالفرنسية « le disqualifié » وبالأنقليزية « the disqualified »، تدور أحداثه بمنطقة المحمدية إحدى الأحياء الشعبية الواقعة في ضواحي تونس العاصمة، وفيه يتتبّع المخرج حياة محرز منذ سنة 2005 ولمدة 12 سنة، وهو شاب مُدمنٌ على القمار في سباق الخيل، لكنه أيضا موهوب في مجال الرقص والمسرح.
ويقدم حمزة العوني بطله بما هو شخصية مسكونة بالتناقضات بين الطموح والإحباط والعزيمة واليأس، وهي تشق طريق الحياة بحثا عن المعنى، وقد تجسدت في فترات الدراسة المتقطّعة والتجارب الفاشلة في أوروبا والبطالة والسجن والمشاركة في الأعمال المسرحية ومقاومة ديكتاتورية الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وغيرها من المغامرات.
وسبق لـ « المدسطنسي » أن حاز على تنويه خاص من لجنة تحكيم الدورة 51 لمهرجان نيون السينمائي الدولي « رؤى الواقع » بسويسرا، وذلك مطلع شهر ماي الماضي.
والمخرج حمزة العوني هو من مواليد سنة 1975 بالمحمدية (ولاية بن عروس). درس بالمعهد المغاربي للسينما ثم في مدرسة الفنون والسينما في تونس حيث تخصص في الكتابة وصناعة الأفلام. أنجز فيلمه الروائي القصير الأول عام 2006 « الحقيقة بالأبيض والأسود ».
وكان « جمل بروطة » (القرط) هو فيلمه الوثائقي الطويل الأول، إذ تحصّل من خلاله على عديد الجوائز، أبرزها جائزة أفضل مخرج في العالم العربي وجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما « فيبرسكي » في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي (2013)، وجائزة التانيت البرونزي في المسابقة الرسمية للدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية (2014)، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في المسابقة الرسمية لملتقى المخرجين التونسيين (2014)، وعديد الجوائز الدولية الأخرى.