دعا الخبراء المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لمؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية المنعقد بتونس يومي 4 و5 جوان الجارى الى ضرورة توثيق الذاكرة الحضارية العربية والإفريقية في ظل ما تشهده مكونات التراث من انتهاكات لا سيما في المناطق التي تعيش أوضاعا أمنية متوترة.
وأبرزت لطيفة الاخضر وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لدى افتتاحها الموتمر الذى تشارك في تنظيمه الامانة الاقليمية لمنظمة مدن التراث العالمي لإفريقيا والشرق الاوسط أن الحكومة التونسية تدعم جهود الجماعات المحلية والمجتمع المدني لإنقاذ المدن العتيقة من التداعي والانهيار ومن الظواهر المتطرفة التي باتت تهددها في السنوات الاخيرة.
وبينت الوزيرة في ذات السياق وعي الحكومة منذ أواخر الستينات وتعهدها بصيانة المدن العتيقة عبر انشاء جمعية المحافظة على المدينة سنة 1967 مشيرة الى أن تونس تتمتع بريادة في هذا المجال حيث تم تصنيف مدينة تونس العتيقة تراثا عالميا سنة 1979 في اعلان اليونسكو ثم سوسة والقيروان سنة 1988.
ويشارك في هذا المؤتمر الذى تتضمن أشغاله يوم غد 5 جوان الندوة التنفيذية لانجاز مشروع مدن عتيقة 2030 ثلة من الخبراء والناشطين في مجال المعمار والتراث العربي والتخطيط العمراني من الجزائر والمغرب وفلسطين والبحرين والكويت وفرنسا وكندا وتونس .
كما يحضره ممثلو منظمة المدن العربية ومنظمة مدن التراث العالمي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والاتحاد من أجل المتوسط والبنك الاوروبي للاستثمار وصندوق الودائع والأمانات بفرنسا.
ويذكر أن مشروع مدن عتيقة 2030 الذى أطلقه بنك الاستثمار الاوروبي خلال المؤتمر المتوسطي للهندسة المعمارية سنة 2008 بالبندقية ايطاليا يرمي الى وضع خطط لتأهيل المدن العريقة وتهذيبها حول البحر الابيض المتوسط وتحسين ظروف عيش سكانها وتستفيد من هذا المشروع كل من المدينة العتيقة بصفاقس ومدينة الاسكندرية بمصر والمدينة العتيقة بقرطبة اسبانيا وراغوزا بايطاليا والسلط بالأردن.