أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ان تجربة التحول الديمقراطي في تونس رغم ما شابها من تعثر كاد يعصف بها في بعض مراحلها تظل انجح تجربة في دول الربيع العربي مبينا أنه بفضل سياسة التوافق تم تجاوز حالة الاستقطاب السياسي التي طبعت مرحلة اعداد الدستور بين اسلاميين وعلمانيين وتم التوفق الى وضع دستور مدني رائد فضلا عن الشروع في تركيز مؤسسات الجمهورية الثانية من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وتشكيل حكومة تمثل طيفا واسعا من الاحزاب السياسية ولاحظ في كلمة له اليوم الاربعاء في معهد الولايات المتحدة للسلام امام ثلة من المفكرين و المسؤولين الحكوميين والجامعيين الامريكيين ان نفس هذا التمشي التوافقي تم اعتماده بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية عبر تعيين رئيس حكومة من خارج الحزب الفائز بالانتخابات وتشريك حركة النهضة في الحكومة الحالية باعتبار ان تواجدها في الحكم يوفر للحكومة اغلبية مريحة تساعدها على انجاز الاصلاحات الهيكلية الضرورية وأبرز رئيس الجمهورية من جهة أخرى حرص تونس على تأكيد الطابع الاستراتيجي لعلاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية مثمنا الاستعداد الذى ابداه الرئيس اوباما لدعم الانتقال الديمقراطي في تونس ومساعدتها على استكمال مسيرتها نحو الاستقرار والتنمية كما اشار الى ان غياب فرص الشغل واختلال مستويات التنمية بين المدن الساحلية والجهات الداخلية وهي الاسباب العميقة التي اطلقت شرارة الثورة سنة 2010 وما تزال قائمة اذ لم تتوفق الحكومات المتعاقبة في ايجاد الحلول لهذه القضايا مؤكدا انتراجع الاداء الاقتصادى في السنوات الاخيرة ناجم عن صعوبات المرحلة الانتقالية ولا يعكس الامكانيات الحقيقية للاقتصاد التونسي وقال انه بقدر التفاؤل بقدرة الاقتصاد التونسي على الانتعاش من جديد وإعادة الثقة الى المستثمرين والمانحين الدوليين فان تونس تتطلع الى دعم قوى من شركائها وفي طليعتهم الولايات المتحدة الامريكية معتبرا أن من شان هذا الدعم ان يبعث برسالة قوية الى الداخل والخارج ويعزز ثقة الاستثمار المحلي والدولي في الاقتصاد التونسي ويساهم في تعزيز دعائم الديمقراطية ومناخ الاستقرار في البلاد وفي سياق اخر أكد رئيس الدولة ان الارهاب ظاهرة عالمية تتطلب مواجهته توفر ارادة سياسية اقليمية ودولية جدية مشددا على أن التعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال ضرورى وحيوى لأمن البلدين وأوضح أنه رغم دقة الظرف الاقتصادى والاجتماعي فان تونس ماضية في الرفع من جاهزية قواتها المسلحة وتطوير ادواتها الاستخباراتية وتكثيف المراقبة الحدودية وتعزيز التعاون الاقليمي والدولي في هذا الشأن ولدى تطرقه الى الاوضاع في الجارة ليبيا بين رئيس الجمهورية ان استقرار هذا البلد اضحى ضرورة ملحة لتونس قائلا ان تونس لن تدخر اى جهد في سبيل المساعدة على ايجاد مخرج سياسي ينهي حالة الصراع في هذا البلد ويوفر عوامل الاستقرار لكل دول المنطقة .