قال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوى ان الزيارة التي سيؤديها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى واشنطن يومي 20 و21 ماى الجارى سياسية بالأساس وتكتسي طابعا رمزيا باعتبارها أول زيارة لرئيس منتخب بطريقة ديمقراطية وبصفة مباشرة من قبل الشعب الى الولايات المتحدة وأضاف السيناوى خلال اللقاء الاعلامي الدورى لرئاسة الجمهورية المنعقد ظهر اليوم الاثنين بقصر قرطاج أن هذه الزيارة هي تتويج للعلاقات والمشاورات المستمرة مع الرئيس الامريكي باراك أوباما منذ سنة 2011 حين كان قائد السبسي رئيسا للحكومة وبعد مشاركته في قمة دوفيل وأكد أن هذه الزيارة تعد استثنائية لاعتبارات عديدة أولها أنه سيتم يوم الاربعاء او الخميس القادم نشر مقال مشترك يحمل توقيع اوباما وقائد السبسي في صحيفة واشنطن بوست في مبادرة هي الاولى من نوعها بالنسبة الى رئيس دولة عربية مبينا ان هذا المقال يكتسي طابعا سياسيا ويعكس توافق الروى كما يعد دعما رمزيا لتونس باعتبارها أول تجربة ديمقراطية ناجحة في المنطقة وصرح انه سيتم كذلك خلال هذه الزيارة امضاء مذكرة تفاهم متعددة المجالات لضبط أسس التعاون السياسي والاقتصادى والعلمي من خلال تركيز حوار استراتيجي بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية ورئيسي الجمهورية أما في المجال العسكرى فقد أفاد السيناوى بأن مكافحة الارهاب ستكون محورا رئيسيا في محادثات رئيس الجمهورية مبينا انه من ضمن اهداف الزيارة تعزيز دعم الولايات المتحدة لتونس على مستوى التجهيزات العسكرية وكذلك على مستوى التدريب وأعرب في هذا الصدد عن الامل في ان تضاعف الولايات المتحدة الامريكية من حجم الميزانية المرصودة للمساعدات العسكرية الموجهة لتونس معلنا في هذا الشأن عن انطلاق اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين يوم 29 ماى الجارى وبالنسبة الى التعاون الاقتصادى صرح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه سيتم لاول مرة انشاء لجنة اقتصادية مشتركة ستساهم في توضيح الروية بخصوص مجالات التعاون الثنائي مذكرا باستعداد الولايات المتحدة الامريكية لتقديم مزيد من ضمانات القروض لتونس لدى المؤسسات المالية الدولية وأشار في السياق ذاته الى الدعوة التي تم توجيهها لتونس للمشاركة بصفة استثنائية في قمة الدول السبعة الكبار والتي قال انها لم تكن بالامر الهين بل تحققت اثر جهود مكثفة ويتضمن برنامج الزيارة في يومه الاول لقاءات مع وزيرى الخارجية والتجارة الامريكية وتنظيم مائدة مستديرة اقتصادية ومأدبة غداء بالمعهد الامريكي للسلام أين سيقدم قائد السبسي محاضرة بحضور ثلة من الباحثين والإعلاميين وأصحاب القرار ليتوجه لاحقا الى الكونجرس الامريكي ويعقد رئيس الجمهورية في اليوم الثاني من الزيارة لقاءات مع نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع قبل لقائه الرئيسي بنظيره الامريكي ليتحادث لاحقا مع وزير الخزينة ويختتم لقاءاته بمقابلة مع الجالية التونسية في مقر السفارة التونسية بالولايات المتحدة وسيكون رئيس الجمهورية مرفوقا بوفد يضم الى جانب مستشاريه ثلاثة أعضاء في الحكومة وهم وزراء المالية والسياحة وكاتب الدولة للشؤون الخارجية وأربعة نواب يمثلون الائتلاف الحاكم وأفاد السيناوى بأن زيارات رئيس الجمهورية الرسمية منذ توليه لمنصبه تندرج في اطار تجسيد ثوابت السياسة الخارجية للدولة والتي تنطلق من العالم العربي ثم أفريقيا فأوروبا الشريك الاقتصادى الاول قبل المرور الى الولايات المتحدة كأول قوة عالمية وأكد بخصوص القضايا الاقليمية والدولية ان الملف الليبي سيكون محورا رئيسيا خلال اللقاءات الثنائية نظرا لعامل القرب الجغرافي مع الجارة ليبيا وللدور الذى يمكن أن تضطلع به تونس لحلحلة الوضع في هذا البلد الشقيق مذكرا بأن تونس ستبقى على الحياد من كافة الاطراف المتنازعة وأضاف القضية الفلسطينية ستكون حاضرة في لقاءات قائد السبسي مبينا أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تونس موخرا لم تكن من قبيل الصدفة بل حمل رئيس الجمهورية رسالة لتبليغها وقال في هذا الصدد أتصور أن يطرح رئيس الجمهورية هذه الرسالة على الرئيس أوباما في سياق وظروف محددة وفي رده على استفسار بخصوص موضوع اختطاف تونسيين في ليبيا صرح السيناوى بأن وزارة الشؤون الخارجية تجرى اتصالات مع أطراف ليبية في هذا الشأن كما ان رئيس الجمهورية اجرى بدوره اتصالا على أعلى مستوى في ليبيا أما في ما يتعلق بتصريحات وزير الاعلام الليبي في حكومة طبرق وتهجمه على رئيس الجمهورية اعتبر السيناوى ان هذه التصريحات غير مسؤولة صدرت عن شخص غير مسؤول وان تونس تتعامل مع الدولة الليبية وتنتظر ردا منها ولا تتعامل مع الاشخاص وفي سؤال حول توقيع رئيس الجمهورية من عدمه على القانون المتعلق بالمجلس الاعلى للقضاء المثير للجدل والذى صادق عليه مؤخرا مجلس نواب الشعب قال السيناوى ان القانون لم يرد على رئاسة الجمهورية بصفة رسمية وأنه حال احالته سيتم التأكد من دستوريته مشددا على أن رئيس الجمهورية هو الضامن لاحترام الدستور ولا يوقع على قانون يتضارب مع أحكامه وأكد بخصوص موقف رئاسة الجمهورية من أحكام الاعدام الذى اصدرها القضاء المصرى ضد الرئيس المصرى السابق محمد مرسي وقيادات من جماعة الاخوان المسلمين أن تونس متمسكة بثوابت سياستها الخارجية القائمة بالخصوص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ولا سيما البلدان الشقيقة.