احتفاء بمرور مائة سنة عن ميلاد الإعلامي والكاتب التونسي نور الدين بن محمود نظمت جمعية قدماء الصادقية اليوم الخميس بالمكتبة الوطنية بالعاصمة لقاء تمحور حول محطات من حياة هذا الإعلامي الكبير المهنية منها والشخصية وذلك بحضور عدد هام من قدماء الجمعية وأصدقاء الفقيد وأفراد عائلته وفي تقديمه للمحتفى به ذكر الأستاذ الشاذلي بن يونس أن الجمعية اختارت تاريخ 16 أكتوبر لتكريم نور الدين بن محمود لأنه نفس تاريخ ميلاده بتونس العاصمة سنة 1914 وقال إن الفقيد من الإعلاميين المغمورين رغم تعدد مواهبه فقد اشتهر خلال النصف الثاني من القرن العشرين في العديد من المجالات الإعلامية منها والثقافية حيث نجح منذ سنة 1938 في اجتياز مناظرة بالإذاعة التونسية وانطلق في دنيا الإعلام والصحافة وأعد البرامج التثقيفية بما جعله يرتقي إلى رتبة الكاتب العام للإذاعة العربية بتونس سنة 1943 وأضاف أن نور الدين بن محمود حاول من خلال برامجه استقطاب النخب التونسية من كتاب ونشطاء سياسيين وفتح الحوار معهم حول الأوضاع في تونس إبان الاستعمار وذلك ما أقلق الإدارة الفرنسية فأرادت إفشال برامجه فخير الاستقالة من الإذاعة سنة 1946 ومن جهته تحدث الإعلامي عبد العزيز قاسم عن علاقته بالمحتفى به فأشار إلى أنه تعرف على نور الدين بن محمود من خلال مقالاته في جريدة الأسبوع وبرامجه الإذاعية التي كان حريصا على تنوعيها حيث اهتم أيضا بكتابة المسرحيات الإذاعية والمشاركة في تمثيل العديد منها بالإضافة إلى ولعه بنظم الشعر وتأليف الأغاني وأكد أن لنور الدين بن محمود الفضل في تمتين ولعه بالعمل الإذاعي وكتابة الشعر بعد اللقاء به في العديد من المناسبات والعمل معه في جريدة الأسبوع التي كانت وسيلة العديد من الشعراء لنشر قصائدهم وذلك قبل اختباره الهجرة إلى فرنسا أما الأستاذ الأديب محمد اليعلاوى فتحدث عن شغفه أيام الدراسة بالجامعة بتصفح مجلة الثريا التي أسسها نور الدين بن محمود واهتم فيها بمختلف المجالات الثقافية الأدبية منها والفنية ولفت انتباهه حرص مؤسسها على التعريف بالشعراء وخاصة منهم المغمورين وأضاف أنه تمكن بفضل ابنة الفقيد عطف بن محمود من الحصول على النسخ الكاملة لمجلة الثريا وهو بصدد جمع مختلف القصائد المنشورة فيها لإصدارها في ديوان بالتعاون مع بيت الحكمة واحتفاء بنور الدين بن محمود صدر للكاتب والصحفي علي الجليطي كتاب تحت عنوان نور الدين بن محمود علم من رواد الإعلام /1914/1990 قدمه كاتبه خلال اللقاء وقال إنه يتضمن قسمين الأول يرصد مراحل من من حياة المحتفى به الشخصية والثاني يسلط الأضواء على مسيرتها المهنية الحافلة بالمحطات البارزة الإعلامية والثقافية وأشار إلى أن هذا الإصدار الوارد في 324 صفحة يتوفر على العديد من الشهادات لثلة من الشخصيات الأدبية والفنية والإعلامية ممن عاصروا نور الدين بن محمود واقتربوا منه بالإضافة إلى العديد من الصور من الأرشيف الخاص للفقيد الذى تمكن من الإطلاع عليه بفضل ابنة الفقيد التي سعت إلى تكريم والدها من خلال تقديم كل المعطيات للكاتب علي الجليطي.