قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بلعيد إنّ تونس تمتلك الإمكانيات اللاّزمة لتكون منصّة لتنقّل الطلبة الدوليين في الفضاء الناطق باللّغة الفرنسية، مؤكدا أن مجال التعليم العالي في تونس غنّي بالعروض الأكاديمية وهو من بين الأكثر تنوّعا في القارة الإفريقية.
وشدّد الوزير، خلال مشاركته في أشغال الجلسة الوزارية رفيعة المستوى المنعقدة اليوم الخميس في اطار الدورة الرابعة للأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية بمدينة تولوز بفرنسا، على أنّ الحكومة التونسية مستمرّة في الاستثمار في التعليم العالي ويتمّ توجيه المزيد من هذه الاستثمارات نحو برامج التشغيلية وريادة الأعمال وتشجيع الإنتاج العلمي وتطوير الخدمات الجامعية لفائدة الطلبة، وفق بلاغ لوزارة التعليم العالي
وأضاف إنّ تونس رائدة منذ عقود في توفير فرص التكوين والمنح الجامعية وبرامج المساعدة الفنية لأكثر من 40 دولة إفريقية خاصة منها الناطقة باللّغة الفرنسية، وقد عملت على زيادة بنسبة 25 بالمائة في عدد الأماكن الأكاديمية المخصّصة لجميع الدول الإفريقية من جنوب الصحراء بداية من السنة الجامعية 2023 / 2024، مشيرا إلى أن قرابة 10 آلاف طالب معظمهم من الناطقين باللّغة الفرنسية اختاروا مواصلة دراستهم الجامعية بتونس.
وبالمناسبة، ذكّر وزير التعليم العالي بأنّ تونس تعمل على إنشاء الوكالة التونسية للطلبة الدوليين والتي ستمثّل هيكلا تنفيذيا لديبلوماسية المعرفة وستدعم الطلبة الدوليين من بداية دراستهم إلى مرحلة ما بعد التخرّج، داعيا في ذات السياق إلى إنشاء برنامج حركية للناطقين باللّغة الفرنسية ودعم التكوين المزدوج والمشترك ضمن شراكات جامعية وتبادل الخبرات.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي شارك أمس الاربعاء في الندوة الثامنة لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان « الديبلوماسية العلمية الفرنكوفونية في مواجهة تحدّيات المستقبل »، بحضور عدد هام من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بالفضاء الفرنكفوني.
وأبرز في كلمته، أثناء الجلسة الافتتاحية، استعداد تونس الدائم لدعم الالتزام المشترك لمواجهة التحدّيات التكنولوجية الرقمية والتجديد وريادة الأعمال والتمسّك بمبدأ التضامن داخل الفضاء الفركوفوني، مؤكدا أنّ تونس من الدول المنتجة للعلوم وهي تحتلّ أولى المراكز على المستوى القارّي من حيث نشر المقالات العلمية، وتعمل على تطوير سياسات وبرامج تثمين البحث وتحسين تأثيره على المجتمع.
ودعا إلى ضرورة وضع آليات في إطار برامج التعاون الأكاديمي والبحثي والتجديد لمنع تفاقم هجرة الأدمغة، التي قال إنها أصبحت تمثّل تحدّيا كبيرا للحفاظ على رأس المال البشري والكفاءات خاصة في بعض المجالات المتطوّرة. كما تعرّض إلى ضرورة التقليص من صعوبات تأشيرات السفر في إطار مشاريع التعاون الأكاديمي والعلمي ودعا إلى اعتماد نهج اكثر توازنا في مجال الحركية الدولية للطلبة والأساتذة والباحثين.
وعلى هامش أشغال الدورة الرابعة للأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية، التقى وزير التعليم العالي عددا من نظرائه من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الحاضرين وتناول معهم واقع وسبل تطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.