يقدّم المخرج المسرحي معز العاشوري، عمله الجديد « مولد النسيان » مساء غد الأربعاء بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، عن نص للأديب الراحل محمود المسعدي وهو عمل من إنتاج شركة « بروفا للإنتاج » وقد حظي بدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي و الفني بوزارة الشؤون الثقافية.
ويؤدّي أدوار المسرحية كل من كمال علاوي وانتصار بن جدّو وهاجر بن عمار وآمنة حجوني وشيماء العوني ورضوان شلباوي وإيمان محفوظي ونرمين حناشي، إلى جانب مشاركة العاشوري على الركح بعد أن قام بإعادة كتابة للنص الأصلي « مولد النسيان ».
وتقوم الرؤية الإخراجية لهذا العمل، وفق المخرج، على المسرح الوثائقي، وهي رؤية تعتمد على تقنيات التوثيق والتحقيق والسرد. وقد قام من خلالها معز العاشوري بتقسيم النص الدراماتورجي إلى زمنين: أوّلهما زمن السرد وتدور أحداثه في فضاء النسيان والخلود ويتمّ استعمال تقنيات تساهم في توثيق السيرة الذاتية لتجربة مدين وليلى مثل السرد والتسجيل السمعي البصري والتحقيق. أما الزمن الثاني فيتمثل في ما أسماه بـ « زمن الومضة الورائية »، وهو زمن تدور فيه الأحداث وتتطوّر فيه الشخوص وتنفتح على الطقوس المستمدّة من الشعائر العقائدية و الجنائزية والصوفية والطبيعية البدائية، مستغلا في ذلك ما يحتويه النص الأصلي للأديب الكبير محمود المسعدي من أشكال احتفالية ذات طابع شعائري.
وفي ما يتعلّق باختيار نصّ « مولد النسيان » للمسعدي، أبرز معز العاشوري أنه اختيار مقصود قائلا « ليست اعتباطية أو تحدّيا منّا للدخول في مغامرة ركحيّة مع نصّ أدبي و فلسفي لمؤلف تونسي شهر عالميّا بإبداعاته التحديثيّة أدبيّا ولغويّا وبمواقفه الجريئة ثقافيّا وسياسيّا، و إنّما كان اختيارنا لنصّ يملك قوّة تمسرحيّة أردنا استخراجها من عديد الثغرات التي أوحت لنا صورا وأشكالا احتفالية وطقوسية تكشف عن رؤى جديدة ومعاني غائبة ودلالات عميقة وصراعات أخرى وجماليات يمكن أن تكون مجال بحوثنا في الفضاء المسرحي ».
وات