تحول سفح جبل « الطباقة » شمالي مدينة قبلي إلى ركح كبير أعطيت فيه إشارة انطلاق فعاليات مهرجان ذبذبات الصحراء في دورته الأولى التي تتواصل على امتداد يومين تحت شعار » لنحتفل بالسلام » في رسالة يبعث بها شباب الجهة إلى العالم للتعبير على التعلق بالأرض ونبذ مظاهر العنف والتطرف وتحدي الإرهاب، الذي تعلقت صورته بالجبل في السنوات الأخيرة، وهو ما دفع بالهيئة المديرة لهذا المهرجان إلى اختيار هذا المكان بالذات للتأكيد على أن الجبل يظل رمزا للخلود والشموخ والبقاء بعيدا عن صورة الخوف التي حاول البعض ربطه بها على حد تعبير مدير هذه التظاهرة، فهمي البليداوي، .
وأضاف المصدر ذاته أن هذه التظاهرة الاولى من نوعها بالجهة تستهدف بالأساس الشباب لإبراز الطاقات الكامنة لديهم وإظهار قدرتهم على التحدي وبعث الحياة من العدم خاصة في ظل ما تشهده الجهة من تهميش وإقصاء عمق شعور هذا الشباب بالحرمان، مشيرا إلى أن برنامج » الذبذبات » يتضمن عددا من الفقرات الاحتفالية ومعرضا للصناعات التقليدية أقيم تحت الخيام العملاقة التي نصبت على سفح الجبل لتمثل فضاء للورشات الحية التي تبرز منتوج حرفيي الجهة في صناعة « السكاجة » التقليدية والمرقوم والنقش على مختلف المحامل فضلا عن إبراز خيرات الجهة الفلاحية وثراء مواردها الطبيعية الامر الذي يعزز فرص الاستثمار بهذه الربوع.
وعن برنامج هذه التظاهرة فقد انطلق، من ساحة تمت تهيئتها بسفح الجبل وأحيطت بخيام عملاقة تتوسطها منصة كبيرة مخصصة للعروض الفنية، بافتتاح أشغال الورشات الحية في الصناعات التقليدية ليفسح المجال إثرها للعرض الفني الذي أمنه كورال المعهد الجهوي للموسيقى ليتواصل البرنامج عشية السبت بتقديم عرض كوريغرافي للمخرج بسام بن حمادي بعنوان « صهيل » وهو عبارة على عمل فني ملحمي يقدم لمحة عن حياة الشاعر أحمد بن أحمد بن سالم البرغوثي، الذي يعتبر من قامات الشعر الشعبي بهذه الربوع والذي كتب في كافة الأغراض الشعرية وتميز بمعاصرته فترة انتصاب المستعمر في تونس مخلدا هذه الفترة في العديد من قصائده التي تغنت بالرجولة وبحب الوطن والذود عنه فضلا عن الكتابة حول صور البادية والجمال والغزل لتكون السهرة مع عرض موسيقي شبابي.
ويتميز برنامج اليوم الثاني من هذه التظاهرة بالتركيز أساسا على معرض الصناعات التقليدية الذي يضم إلى جانب الفضاءات المخصصة للحرفيين، فضاءات تبرز الآفاق التي تفتحها الجهة أمام المستثمرين للانتصاب في عديد القطاعات أهمها السياحة واستغلال الثروات الباطنية، وفق ما أوضح المندوب الجهوي للصناعات التقليدية عبد الكريم معالي. مؤكدا أن هذا المعرض يمثل فرصة هامة للعديد من الحرفيين للتعريف بمنتوجاتهم وربط علاقات تساعدهم على مزيد ترويج بضاعتهم وتطوير مشاريعهم.
كما يتضمن برنامج اليوم الثاني تنظيم رحلة سياحية لضيوف المهرجان بهدف التعريف بالعديد من المناطق التي تظل غير مستثمرة في القطاع رغم ما يميزها من ثراء طبيعي وتاريخي على غرار « عين الدرجين » و »البليدات القديمة » و »قبلي القديمة » و »الدبابشة » لتتواصل العروض مساء مع الفنان الجزائري محمد محبوب الذي عبر لمراسل (وات) عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان الذي « يعطي فرصة للشباب للتميز ويساهم في تاثيث المشهد الثقافي بهذه الربوع » ليكون الاختتام مع سهرة فنية يحييها الفنان الشاب « اكرم ماق » والفنان منذر بن عمار.
وات
