عرض يوم الخميس 21 نوفمبر بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار الشريط الوثائقي « ناجيات من الرماد » للصحفية الفلسطينية ناهد أبو طعيمة، وكان للطلبة والأكاديميين وعدد من الضيوف موعد مع رحلة الكاميرا الى ماوراء الكاميرا، ومع متاهة الرماد في ابعاد الرمزية بين الدمار والخراب والنهاية والانطفاء، وبين اشتعال شرارة نار من جديد من ذلك الرماد كرمز للولادة والتحول، والتغيير والصمود .
وقد برمجت إدارة معهد الصحافة وعلوم الاخبار عرض هذا العمل الوثائقي واستضافة مخرجته، بمساهمة منتدى الاعلاميات التونسيات، وقامت الأستاذة الجامعية حميدة البور بتقديمه، كعمل وثائقي بعدسة نسوية يكرس الية أخرى من اليات نضال النسوية الفلسطينية واضاءتها لزوايا مختلفة من اشكال المقاومة التحررية النسوية، وحراك النساء النضالي في سردية المحتلّ الصهيوني، ومعجزاتهن في كسر دائرة الخوف وتحويل الرماد الى شرارة حياة جديدة رغم الدموع والحزن والمعاناة .
غاصت الكاميرا من زوايا نظر مختلفة في حياة النساء الفلسطينيات، لتترك لهن المجال للتعبير ورواية قصصهن، وترصد بمنظور جندري، صورهن اليومية التي اكتستها القتامة والسواد والوان الفقد والثكل والاسقاط (فقدان الجنين) والترمّل والتفريق بين افراد العائلة، والأسر والتجويع، والتهجير لتختنق العدسة، وينعكس تفاعلها مع مساحات الشجن والبكاء واهات المتحدثات، في كل انتقال تقني بين اللقطات .
كما خاضت عبارات نص التعليق المصاحب، في التفاصيل التي لم تبلغها الكاميرا وتعمقت في أوجه معاناة نساء غزة طيلة حرب الإبادة، وقصص اختزلت قصة وطن اختارتها صاحبة الشريط ناهد أبو طعيمة في زاوية طرحها، في ظل التناقضات الألم والامل، والموت والحياة، والولادة والاستشهاد، وفي ظل جرائم الكيان الإسرائيلي التي مارس فيها كل اشكال التهجير القسري والابادة والتطهير العرقي، والحصار والعقاب الجماعي والعزل والتجويع .
عدوان استهدف النساء في ارحامهن والرضع في مهودهن، وقطع الماء والكهرباء، وحاصر السكان في قوتهم اليومي وحليب أبنائهم، وبات الأمهات في ظل هذا الوضع يناضلن حتى لا تجف اثداءهن، ولا تفقد ارحامهن خصوبتها، بقدر نضالهن من اجل إبقاء اطفالهن على قيد الحياة لتستمر المقاومة في حرب باتت حرب أرحام وكان اكثر من 70 بالمائة من الشهداء فيها من الأطفال والنساء (اكثر من 11 الف امرأة ، و حوالي 17 الف طفلا )، منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية في قطا ع غزة على مدار عام كامل، وفق احصائيات مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان