نتظم مساء الاحد بفضاء قصر المعارض بالكرم وضمن الانشطة الثقافية لمعرض تونس الدولي للكتاب، لقاء حواري حول الكاتب والروائي التونسي البشير خريف تزامنا مع ذكرى ميلاده المائة والتي من المنتظر ان تكون محور احتفالية ثقافية وطنية كبرى خلال شهر افريل القادم.
فى هذا اللقاء الذي نشطه الدكتور العادل خضر وحضره عدد هام من الادباء والكتاب والاكاديميين التونسيين تحدث الاستاذ فوزي الزمرلي عن نشاة خريف وكيف تضافرت عديد العوامل الاجتماعية والثقافية (عاش متنقلا بين نفطة والعاصمة، درس فى اكثر من مدرسة تونسية حيث مر بالكتاب والمدرسة العصرية ثم العلوية والخلدونية والعطارين، اشتغل بالتجارة وكاتب محامي……) لنحت شخصيته المتفردة، المتشبعة بقيم الانتماء لجهته نفطة وحرصه على ابراز خصوصياتها الثقافية والحضارية والتاريخية فى العديد من اعماله، وهي ايضا شخصية مفعمة بروح وطنية عالية وبغيرة كبيرة على تونس.
واشار الى ان تجربة خريف الروائية والقصصية كانت تواصلا مع خط سردي برع فيه خاصة على الدوعاجي وان كل كتاباته تقريبا استهدفت « التونسي » هذا « الكائن المواطني الحي » الذي يمر فى تلك الفترة بمتغيرات عديدة ومركبة مستشهدا بعبارة كتبها فى تقديمه لاحدى رواياته « يا ابن بلدي، اليك اكتب ».
كما كتب البشير خريف للمراة وانتصر لقضاياها المصيرية مستحضرا شخصية « العتراء » فى رواية الدقلة فى عراجينها » التى كانت واحة للحلم والامل بمستقبل افضل.
واوضح ان خريف كان من رواد النزعة التجريبية فى الادب التونسي التي لم تتطور كثيرا بل تلاشت تدريجيا لتفسح المجال امام عودة قوية للكتابة التقليدية، مبينا ان هذا الاديب كان لا يؤمن بالوحدة العربية لاعتبارات عديدة وفق نظره منها وجود الكثير من المشاكل الداخلية التي وصلت الى حد الخلافات العميقة بل والتقاتل، ومشيرا الى ان خريف يرى ان الرابط الاسلامي اقوى من الرابط العروبي وهو اقدر على مجابهة المد الغربي.
الاعلامي عبد الكريم قابوس تحدث، من جانبه، عن التداخل بين كتابات البشير خريف والسينما وكيف ان بعض الاعمال التونسية المقتبسة من روايات البشير خريف قد اسات لخريف ولكتاباته من ذلك فيلم « خليفة الاقرع » و »برق الليل » التي شوهت معاني ودلالات الروايات الاصلية حسب قوله.
وتساءل كيف لرواية ممتازة جدا مثل « الدقلة فى عراجينها » ان لا يتم تحويلها الى فيلم او مسلسل تلفزي، داعيا فى هذا المجال الى التفكير بجدية فى طبع الاعمال الكاملة للبشير خريف بمناسبة مائويته.
الاستاذ مصطفى الكيلاني، ذكر من ناحيته ان البشير خريف يمثل جزء من الراس مال الثقافي الوطني وبصمته فى حركة الرواية التونسية لا ينكرها احد، مشيرا الى ان خريف برز ضمن سياق ابداعي انتصر للدولة الوطنية (الدوعاجي، المطوي، محمد صالح الجابري…) وهو ظاهرة ابداعية فى سياقها التاريخي.
ولاحظ ان قراءة الاستاذ توفيق بكار لاعمال البشير خريف هي الاكثر عمقا على الاطلاق ذلك ان بعض الدراسات الادبية لاعمال خريف فى فترات تاريخية ما اسقطت عن الرجل بعض مواقفه الوطنية وحاولت التشويش على كتاباته وارتباطها بقضايا البلاد الحضارية والثقافية.
وات