احتضن مسرح « المبدعين الشبان » بمدينة الثقافة بالعاصمة يوم الاثنين 20 ديسمبر عرض « مرايا » لمجموعة موسيقية تونسية، وذلك في اطار عروض الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية المنتظمة من 18 الى 23 ديسمبر الجاري .
و »مرايا » مشروع موسيقي بدأ الاستعداد له مع فترة الحجر الصحي الذي تم اقراره لمواجهة جائحة « كرونا »، حيث سعى الثنائي عازف العود حسن سعيداني وشيماء قدور عازفة القانون الى الجمع بين الموسيقى التقليدية في شكلها باعتماد التخت العربي والمضمون الموسيقي الهادف القائم على موسيقى الفكرة او الرسالة الفنية وذلك بتقديم مجموعة من المقاطع الموسيقية ألفها حسن سعيداني بعناية الاكاديمي وبوجدان الفنان المرهف الذي يطوع الموسيقى من اجل قيم انسانية سامية .
ولئن شكلت « مرايا » انعكاسا لفلسفة موسيقية جديدة تؤسس لمشهد فني مغاير بروح الشباب واحساس الفنان فإنها تعيد للذاكرة ذلك الولع بالآلة وارتباطها الوثيق بصاحبها، فأنامل شيماء قدور على آلة القانون كانت تعانق روحها المنفتحة على موسيقات العالم حتى وان كانت المعزوفات الموسيقية من الانتاجات العربية الحديثة حيث استمع الجمهور الى مقاطع من أغنتي « وقف يازمان » لجوليا بطرس و »اتطلع في » لمروان خوري امتزجت فيها موسيقى الشرق بالغرب بمشاركة عازف الكمان الفرنسي روبن تينومبوم وعازف الايقاع محمد عبد القادر بلحاج قاسم وذلك في اعادة لموسيقى عربية برؤية فنية وعصرية شاملة .
أما المؤلفات الموسيقية الخاصة بالعرض التي تم اقتراحها وهي بامضاء حسن سعيداني وتوزيع ايمن بيدا، فكانت ترجمة لاعتمالات نفسية ثرية وافكار متجانسة تارة ومتنافرة احيانا اخرى للواقع، على غرار مقطوعات « الفصول الاربعة » و »رقصة القلوب » و »سمعني نهاواند » حيث عكست مجموعة من التصورات الفنية التي تختزل الراهن بكل تناقضاته في محاولة لاحتوائه وتوجيه الدفة في اتجاه المستقبل.