البث الحي

الاخبار : الاخبار

2_0_1332

مسرحية « جرانتي العزيزة » للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب

يعد المسرح ذاكرة الشعوب حيث يخبرنا التاريخ أن لا وجود لوطن عظيم دون ذاكرة مسرحية توثق له، وهو ما حاول فاضل الجزيري إثباته من خلال عمله المسرحي « جرانتي العزيزة »، حيث وثق لتاريخ تونس منذ الاستقلال إلى ما بعد 14 جانفي 2011 بالاعتماد على الموسيقى انطلاقا من قصة عازف كمنجة بفرقة الإذاعة الوطنية.
مسرحية « جرانتي العزيزة » هي من إنتاج المسرح الوطني التونسي والمركز الثقافي جربة ومسرح الأوبرا تونس، سينوغرافيا وإخراج فاضل الجزيري، نص ودراماتورجيا جماعي، أداء كل من إشراق مطر وسليم الذيب بمشاركة العازفين لطفي السافي على آلة التشيللو و إلياس بلاغي على آلة البيانو ومهدي ذاكر على آلة الكمنجة.
وقد تابع الجمهور هذه المسرحية مساء الخميس بقاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في إطار فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين، التي يسدل عليها الستار مساء اليوم السبت.
مسرحية « جرانتي العزيزة » تجمع بين الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، ويخيّل للمتفرج، منذ الوهلة الأولى، أنه أمام مسرحية غنائية حيث توزعت الآلات الموسيقية على الركح وتمركزت الميكروهات في الجزء الأمامي منه، ثم يقتحم خمسة أفراد هذا الفضاء أربعة رجال وامرأة. يؤدي إلياس بلاغي معزوفة على آلة البيانو، لتستهل إشراق مطر العرض وتخبر الحاضرين أنهم أمام حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة وشهرزاد. ويوهم فاضل الجزيري جمهوره أنه أمام « خرافة » سيروي أطوارها طيلة العرض.
تروي مسرحية « جرانتي العزيزة » قصة عازف كمنجة يدعى ماهر على أبواب التقاعد بعد سنوات من العمل في فرقة الإذاعة الوطنية وخارجها، مما جعله طرفا في عديد الأعمال الموسيقيّة والمسرحيّة وشاهدا على أكثر من نصف قرن من الإنتاج الأدبي والفنّي في تنوّعه.
« بتهوفن » أو « ماهر عاشق الكمنجة » يسرد ويجسّد على الركح مع رفيقة دربه وبحضور باقي العازفين خلاصة خبراته التي تعكس حقبة من تاريخ الفن والإبداع وبالتالي تاريخ البلاد وما طبع تلك الفترة من تجاذبات بين السياسي والإبداعي استقرّت في ذاكرة العازف وتركت ندوبا لا تُمحى.
ساعتان روى خلالهما هذا العازف، العاشق لكمنجته، كل المحطات السياسية التي مرت بها تونس منذ الاستقلال إلى اليوم، ولم يقتصر التاريخ الذي رواه ماهر على الجانب السياسي فحسب بل أيضا الفني وتطوره وكيف ارتبط الفن بالسياسة في كل هذه المحطات.
وعن طريق الموسيقى والغناء، يستحضر الجزيري في المسرحية عديد الشخصيات السياسية المؤثرة في تاريخ تونس مسلطا الضوء على كواليس هذا العالم وكيف تدار الأمور وتحاك في الكواليس، مشيرا إلى أن لكل تاريخ وحقبة زمنية فنانيها ومبدعيها الذين عاصروا السياسيين وتقربوا منهم كل بطريقته .
ولم تخل مسرحية فاضل الجزيري من المشاعر الانسانية عبر استحضار ثنائية الحب والخيانة من خلال قصة ماهر وزوجته التي رافقته في كل مسيرته الحياتية والفنية لتقرر في نهاية المسرحية تركه بعد أن خيّر « الجرانة » أو الكمنجة والأوبيرات عن حياتهما الزوجية .

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو