اختتمت المجموعة الموسيقية « سونغوي بلوز » من مالي، سلسلة عروض الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية (18 – 23 ديسمبر 2021)، في حفل فني احتضنه المعهد الفرنسي بتونس العاصمة مساء يوم الأربعاء 22 ديسمبر
وقدّمت هذه المجموعة المالية باقة من موسيقى البلوز الصحراوي والجاز والروك، لتروي قصّة نابعة من عمق الصحراء المالية حيث الحرب الأهلية التي تمزّق البلاد، لكن هذه المأساة الإنسانية لم تمنع هؤلاء الشبان الأربع من عزف إيقاعات ملؤها الفرح والتفاؤل في غد أجمل لدولة مالي ولشعبها.
لقد احتفت موسيقى مجموعة « سونغوي بلوز » بالحرية والتسامح ونبذ كافة أشكال العنف، ووجّهت رسائل لوقف الحرب والاقتتال الطائفي ومجابهة الانقسام الايديولوجي بالوحدة والتضامن.
وكانت الموسيقى التي تمّ تقديمها للجمهور من الأغاني التراثية لـ « السونغوي » النابعة عمق الصحراء والتي تعبّر عن صعوبة الحياة فيها، لكنها في المقابل تحاكي نمط العيش في كنف الحرية والتسامح.
والفريد أيضا في هذه المجموعة الموسيقية أن أفرادها كانوا قد هربوا من جحيم الحرب الأهلية هناك، وأسّسوا « سونغوي بلوز الموسيقية »، منذ حوالي 10 سنوات، لتكون سلاحا فنيا للمقاومة ونشر الفرحة والبهجة للسكان في مواجهة مأساة الحرب، وقد عزموا من خلال هذا العرض الذي تمّ تقديمه في تونس بمناسبة الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية على مواصلة الغناء والعزف والرقص والاحتفال.
وأفاد المدير الفني للدورة السابعة من أيام قرطاج الموسيقية سامي بن سعيد، أن برمجة هذا العرض كان متأتيا من هوية هذا المهرجان وتأصّله في عمقه الإفريقي والعربي.
وقال إن تنظيم هذه الدورة يندرج في إطار تحدّي صعوبات الوضع الصحي في المقام الأوّل، مضيفا أن هذه الدورة عملت كذلك على تلافي الصعوبات اللوجستية خاصة في ما يتعلّق باستضافة الفرق الموسيقية. وتوجّه بالشكر لكافة أفراد لجنة التنظيم الذين سهروا على أن تكون سيرورة المهرجان في ظروف شبه عادية.
ودعا سامي بن سعيد للمحافظة على مكاسب هذه الدورة في قادم الدورات. وذكر من أهمها ضرورة أن تكون أيام قرطاج الموسيقية سوقا للصناعة الموسيقية التونسية والعربية والإفريقية وتصدير هذه الصناعة نحو السوق الموسيقية الغربية.
وتحدّث أيضا عن أهمية أن تظلّ أيام قرطاج الموسيقية وجهة للموسيقيين الذين « لم يجدوا حظوظهم في المهرجانات الكبرى والتظاهرات الصيفية ».
وجدير بالتذكير أن الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية تختتم اليوم الخميس 23 ديسمبر بعقد مجموعة من اللقاءات بين المهنيين والمنتجين والموزعين من أجل إبرام اتفاقيات شراكة وعقود عمل. وكانت هذه الدورة سجّلت مشاركة 40 عملا موسيقيا من 16 بلدا إفريقيا وعربيا، من ضمنها 19 عملا من تونس.