احتضنت جهة الهوارية بالوطن القبلي فعاليات المهرجان الدولي « يمامة السلام لملتقى الحضارات » ببادرة من جمعية تراثنا وبحضور عدد من المؤرخين والاكادميين والفنانين و 22 سفيرا من بلدان شقيقة وصديقة
واثثت برمجة المهرجان ندوة فكرية استعرض خلالها الباحث والمؤرخ « محمد حسين فنطر » الحضارات المتعاقبة على منطقة كركوان وما يمثله هذا الموقع من اهمية تعكس عراقة تونس في التنمية والتبادل التجاري بما وجد من انشطة فلاحية وزراعية وبحرية وحرفية وبما طبعها بطابع الانفتاح على مر العصور
واشار الى ان كل جهة في تونس هي جزء من حضارة وامجاد لتضحى اليوم مخزونا يروي تاريخا يدعو الى النبش بين دفاتره لتمعن الماضي وفهم الحاضر وبناء المستقبل
وأكد في هذا السياق ان العامل الحضاري يظل الواصل الاساسي والخيط الرابط بين امس المجتمعات وراهنها وبالتالي منبع الاستمرار والديمومة والمحافظة على الذات والخصوصية
وتخللت الندوة زيارة ميدانية للموقع الاثري كركوان في اطار التسويق لوجهات محلية اخرى للسياحة في تونس والترويج لصورة تونس المتاصلة في العراقة والحضارة والتمدن في شتى صنوفه السياسية والاجتماعية والاقتصادية
ومن جهته ذكر رئيس جمعية « تراثنا »، رجب اللومي ان تنظيم مثل هذه التظاهرات يجعل من التعايش والتسامح عنوانا لتونس بما يعكس الطابع التونسي المتميز بثراء المخزون التراثي والارث الفكري والموروث الحضاري
وأكد ان التعرف على الامتداد الحضاري لتونس من خلال الزيارات الميدانية لعديد مواقعها الاثرية يعكس بوضوح خاصية تقبل الاخر في تونس بعيدا عن ثقافة الاقصاء والتعصب وعقلية العنف والقطيعة والتطرف والغلو
واضاف اللومي ان سلوك الانفتاح والمرونة في التعامل مع الاخر من شانه ان يدعم الاستقرار في بلادنا ويبعث برسالة الى العالم تكرس لصورة تونس ،تونس التنوع والتعايش والتسامح والسلام وبما يروج للسياحة الثقافية ويدفع عجلة الاستثمار الثقافي المحلي
كما تم اطلاق « يمام السلام » محملا بالاعلام الرسمية لتونس ولبلدان السفراء المشاركين في المهرجان وسط اجواء احتفالية للفنون الشعبية من التراث التونسي وعرض فروسي وذلك بغية التاكيد على ان تونس دائما تنتصر للحياة ولا مكان للارهاب بين ربوعها
وات