البث الحي

الاخبار : مسرح

12107803_10153632562983686_8407052869758623950_n

عز الدين قنون: غائب بجسده حاضر بإبداعه في أيام قرطاج المسرحية تونس

افتتحت مسرحية غيلان اخر أعمال المسرحي الراحل عز الدين قنون عروض الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية 2015 التي انطلقت رسميا مساء الجمعة بالمسرح البلدى بالعاصمة.

 ويأتي اختيار غيلان لافتتاح الدورة الجديدة وفق ما أكده مدير الدورة محمد الاسعد الجموسي وفاء لروح عز الدين قنون واعترافا بمسيرته الهامة في تاريخ الفن المسرحي التونسي المعاصر فكان قنون غائبا عن هذه الدورة بجسده وحاضرا بإبداعه.

 وأضاف الجموسي أنه كان من المفترض أن تنطلق أيام قرطاج المسرحية لهذه السنة بإبداع مسرحي عربي افريقي تونسي جديد بإمضاء عز الدين قنون الذى يعد مؤسس أول مركز افريقي عربي للتأهيل والبحوث المسرحية سنة 2011 ولكن شاءت الاقدار أن يرحل صاحب المشروع بعد أن قطع شوطا كبيرا في اعداده مؤكدا في الان ذاته أن هذا العمل سيكون حاضرا في الدورة القادمة.

وتم بهذه المناسبة التذكير بوجوه مسرحية فقدتها الساحة الثقافية التونسية في الفترة الاخيرة على غرار الممثلين والممثلات عبد المجيد الاكحل وعزوز الشناوى والطيب الوسلاتي ومنية الورتاني وحبيبة السنوسي وغيرهم الى جانب كتاب ومخرجين مسرحيين من بينهم ابراهيم بن عون ورضا دريرة.

 وتناقش مسرحية غيلان التي جسدها على الركح البحرى الرحالي وريم الحمروني وبهرام علوى وسيرين قنون وأسامة كشكار وكتبت نصها ليلى طوبال موضوع الثورة والتشبث بالكراسي.

 فالكراسي عنصر ثابت في ديكور المسرحية يتمسك به الممثلون في جل حركاتهم وفي تمسكهم بالكراسي اشارة الى تمسك السياسيين بالمناصب.

 في غيلان يصبح الكرسي جزءا من جسد الممثل جزءا لا يمكن فصله عنه يتحدث معه صاحبه فيقول « نحبك نموت عليك استطيع التخلي عن نفسي وروحي أفارق أولادي وأحبابي وأكبادي  » ولن أستطيع فراقك ،  فحين يتحول حب صاحب السلطة للكرسي الى مرض الكرسي أفيون لا أريد أن أشفى منه يصبح التداول مطلبا صعب المنال تداول ما عندناش تداول لا في سبرنا ولا عادتنا ولا ثقافتنا عندنا ثقافة التدافع هكذا يقول البحرى الرحالي حين يخبره أحدهم أنه حان وقت التداول على السلطة.

وتجمع بين شخصيات المسرحية التي تطرح قضايا لطالما تناولها المسرح على غرار الحب أمام الحرب والشرع ضد القانون والشر في مواجهة الخير والتقليد في محاربة التجديد والتمرد مقابل الخنوع والثورة في وجه السائد صفات مشتركة هي التواطؤ وخيانة مرجعية الثورة.

وتقوم الشخصيات بسرد رواياتها المتناقضة على الركح بامتياز لتكشف انفصامها الداخلي وأقنعتها وسرعان ما يتحول كرسي السلطة الى كرسي اعتراف وكشف عن الاقنعة ومواجهة بين أحلام الثورة وواقعها.

 المسرحية تضمنت نقدا لاذعا لنماذج اجتماعية مختلفة مكبلة بموقعها السياسي ومكانتها الاجتماعية ما بعد الثورة هي شخصيات تحول دون تحقيق أحلام الشعب في التغيير وتعيد انتاج واقع اجتماعي مخالف لما تطلبه الجماهير.

 عنوان مسرحية غيلان وفق ما وصفه المخرج الراحل عز الدين قنون سابقا في أحد التصاريح الاعلامية يمثل ذلك الغول الذى يخاف منه الاطفال في القصص الشعبية والذى تحول في فترة ما بعد الربيع العربي الى غيلان لها وجوه انسانية تتحدث باسم الانسان ولكنها تتغلغل لتهيمن على حرية الروح الانسانية ،  وتنتهي المسرحية بحنين الى أيام الثورة الاولى وتونس في أيام 13 و14 و15 و16 جانفي 2011 حين التحم الناس معا بحلم التغيير والحرية والقلب الواحد. هكذا كان المسرح بالنسبة لعز الدين قنون شأن مدني بالأساس يعانق قضايا الانسان ويسائل مكانته في الكون والكينونة وهكذا سيتواصل ما غرسه الراحل في وجدان من تتلمذ وتمرن وتمرس على يديه.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو