صدر مؤخرا عن دار التنوير للطباعة والنشر بتونس عمل روائي جديد يحمل عنوان  الطلياني  للكاتب   و الاستاذ الجامعي شكري المبخوت.

وتنتظم احداث رواية الطلياني  حول لغز اعتداء فاضح في مقبرة استهدف به عبد الناصر المكني بالطلياني جاره الامام خلال موكب دفن والده الحاج محمود امام ذهول المعزين فيتكفل الراوي بتقصي دوافع تلك الحادثة من خلال اعادة بناء الذاكرة الجريحة لصديقه الطلياني مستعيدا وقائع تمتد من طفولته الى ليلة الحادثة.

وجاء فى تقديم هذه الرواية انها رحلة في حياة طالب يساري كان فاعلا وشاهدا في الجامعة التونسية وخارجها اواخر عهد بورقيبة وبداية عهد بن علي على احلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضار بين الاسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار وفي سياق تحولات قيمية خلخلت بنيان المجتمع التونسي ، فتكشف الرواية من خلال اطلاله الطلياني على عالم الصحافة اليات الهيمنة والرقابة بقدر ما تكشف من خلال علاقته بزينة طالبة الفلسفة الطموحة هشاشة الشخصيات وتواريخها السرية وجراحها الباطنية.

الطلياني  رواية شاب تونسي طلب الحرية فوجد نفسه مكبلا بضغط الواقع وكوابيس الذاكرة وانسداد الافاق وهي الى ذلك رسم الملامح دالة من سيرة شاب بحث عن قيمة الحب الخالص فكان اسيرا لعطور متنافرة لأجساد نساء كثيرات.

تلتقي شخصيات  الطلياني  في الذاكرة المتشظية لهويات قلقة مترددة وهي من هذا المنطلق تبرز المسافة بين الاحلام المجنحة و الوقائع العنيدة كما تبرز ابعادا من مضايق اليسار التونسي وإخفاقه ومن مأزق مجتمع متأزم لذلك جاءت  الطلياني  حكاية ابطال بلا بطولات ورواية للخيبة المعممة.

رواية  الطلياني  صدرت  فى 344 صفحة وتزين غلافها بلوحة لحميد الدين بوعلي.

المصدر: وكالة تونس افريقيا للانباء