كانت فترة نصف يوم (فترة النهار) كافية للمخرجة الشابة أريج السحيري لإنهاء تصوير فيلمها « تحت الشجرة »، وهو روائي وثائقي طويل مدته 92 دقيقة كان مرآة لواقع طبقة المفقّرين وطموحاتهم وأحلامهم.
وتمّ تقديم هذا الفيلم للمرّة الأولى في تونس ضمن الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية (29 أكتوبر – 5 نوفمبر 2022) ضمن قسم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وتشارك في بطولته مجموعة من الأشخاص تظهر للمرة الأولى أمام عدسة الكاميرا هم فداء فضيلي وعبد الحق مرابطي وأماني فضيلي وفاتن فضيلي وفادي بن عاشور وفراس عمري وغيث منداسي وهنية بن الهادي وليلى وهابي وسمر سيفي.
وتدور أحداث هذا الفيلم، المرشح للسينما التونسية في جوائز الأوسكار، خلال يوم واحد أثناء موسم جني التين، حيث يعمل مراهقون مع العمّال الأكبر سنًا، ويسرق أبناء الجيلين من الزمن وقتًا معًا يسترجعون فيه ذكريات الحب المفقود ويتشاركون الأحلام.
ويُلفت انتباه المتابع للفيلم أن أبطال العمل هم الشخصيات أنفسها في الواقع، فكان الأداء تلقائيا وعفويا واتسم بالصدق وعبّر عن تطلعاتهم ونظراتهم إلى العالم، وتفاعلاتهم مع بيئتهم ومع وطنهم، كما كشف عن أحلامهم الصغيرة وطموحاتهم نحو عالم أفضل وأجمل. وهذه الميزة الفنية الكبرى للفيلم.
أما الخاصية الثانية المميزة لهذا الفيلم، فتتمثل في عدم إدراج أي مؤثرات بصرية أو صوتية أو موسيقية، وهذا ربما اختيار مقصود وموجه من المخرجة لنقل الواقع كما هو دون تنميق أو تشويه، لينسجم مع تلقائية الشخصيات وعفويتها.