احتضنت مدينة سوسة بعد مساء الاربعاء الدورة 58 لكرنفال « أوسو » السنوي الذي انتظم بكورنيش بوجعفر بحضورعدد من أعضاء الحكومة.
وانطلق الكرنفال بعربة عملاقة جسمت البعد الأسطوري لاستعراض « أوسو » وخلدت العادات والتقاليد الاحتفالية الشعبية التي تعود إلى عصور قديمة تلتها عدة عربات ترمز لمختلف مظاهر الحياة بالبلاد.
وتضمن الكرنفال جملة من اللوحات الاستعراضية التي أمنتها عديد الفرق النحاسية والتراثية والماجورات وفق تصريح كاتب عام جمعية استعراض « أوسو » علي المرموري . كما شاركت وفق المصدر ذاته 12عربة كرنفالية ومجسمات ودمى عملاقة في برنامج الكرنفال الذي انطلق من اخر كورنيش بوجعفر وصولا إلى رصيف الفنون المحاذي للميناء التجاري مرورا بشارع الحبيب بورقيبة.
وتم تسجيل مشاركات رمزية لفرق أجنبية من ليبيا ومصر والجزائر والكوت ديفوار والصين وفرنسا وسوريا. وأضفت الفرق الموسيقية والمجموعات التنشيطية الراقصة أجواء احتفالية متميزة على هذا المهرجان الشعبي العريق الذي أضحى علامة مميزة في ذاكرة ولاية سوسة ورمزا لعراقة الوطن وأصالته.
واكتست هذه الدورة التي تميزت بتنوع فقراتها أبعادا ثقافية وسياحية وفرجوية حيث شارك في استعراض أوسو عدد هام من الراقصين والراقصات الذين جسدوا من خلال اللوحات الاستعراضية دعوات إلى السلام والمحبة والتآخي.
وحسب المؤرخين فان كرنفال « أوسو » كان يقام منذ العهد الفينيقي على شرف إلاه البحر « اغسطس » ورغم تعاقب الحضارات على مدينة سوسة الساحلية فقد بقي هذا الكرنفال البصمة التي تميز المدينة. وتحكي الذاكرة الشعبية في سوسة أن « أوسو » هو كنية إلاه بحر سوسة الذي يدعى « أغسطس » والذي يتواجد في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة من أهاليها وضيوفها.
ويعتبر كرنفال اوسو من أقدم الكرنفالات بالمنطقة المتوسطية ويحتفل به أهالي سوسة وضيوفها سنويا، ولكنه شهد غيابا دام 4 سنوات من 2011 الى غاية 2015 وذلك لأسباب أمنية وتنظيمية ومادية.
وات